بث تحديات المستيقظين روحيا وإرشادات حول التجربة الأرضية.
س1: ما هو المصدر الطاقي للإنسان المقطوع عن المصدر الحقيقي؟
ج: المقطوع عن المصدر يعاني من الجوع الطاقي إلا أنه يكابر ويدعي عدم حاجته للنور والحب الإلهي، وهو أشد جوعا واحتياجا إلى المصدر، إلا أن رحمة المصدر تتلقفه فيعيش بالقليل مما يصله من المصدر.
س2: كيف اتصل وأنا لا أكابر وقبل ذلك، كيف أعرف أني أتواصل مع المصدر؟
ج: مبدئيا يجب أن تعرف ما هو المصدر أولا حتى تعرف إذا كنت متصل به أو منقطع، المصدر من زاوية فلسفية هو حقيقة الحقيقة أي هو الذي جعل من الحقيقة حقيقة ومن الإنسان إنسانا، وببساطة المصدر هو الحقيقة، ولما كان كذلك فللاتصال به يكفي أن تكون حقيقيا لا تكابر وتخلص من الذنوب والكبائر أو الخطايا المعروفة، كالطمع والغرور لأن كلها عبارة عن ذوات زائفة ووهمية تعزز الإيغو في الإنسان.
س3: إنني ضائع بين الله في الديانات والله في روايات الأنوناكي، إذًا تقول يكفي أن أكون حقيقيا وأتجنب الفواحش للاتصال بالمصدر؟
ج: هناك معيار للتمييز وهو أن المصدر الحقيقي لن يطالبك بأن تخرج عن حقيقتك بأن تكون شخصا آخرا أو كينونة أخرى غير كينونتك كن مؤمنا بهذا الشيء، لهذا تعامل بحقيقتك تتواصل مع المصدر.
لكي تريح ضميرك نهائيا من مسألة غياب الحجج الكاملة عن المصدر، وكي لا تتبعني أو تتبع غيري بشكل أعمى حاول أن تكون على حقيقتك، وأن تمارس الحياة على حقيقتها فهذا هو الاتصال بالمصدر، وكونك تمارس الحقيقة فلا يستطيع أحد الحكم عليك.
س4: كيف أكون على حقيقتي؟
ج: الأمر بسيط، عليك أن لا تتصنع ولا تكابر ولا تغتر، ولا تمارس الأمور التي تفصل الإنسان على أن يعيش الحياة بذاته بدون وضع بينه وبين الحياة والعالم قناع، فإزالة القناع يعني عيش الحياة على حقيقتها.
س5: أظن أن الظلال تحول بينك وبين نفسك الحقيقية، كيف نتعامل مع الظلال عندما تقفز؟
ج: نعم فالظل أو الظلال هي من تحتم على الإنسان لبس الأقنعة.
س6: كيف استمتع بتقديس المصدر؟
ج: قدس المصدر يقدسك، العلاقة مع المصدر علاقة متبادلة؛ إن دنست مصدرك من خلال تعديد مصادرك واعتمادك على مصادر مشوهة غير حقيقية يجعلك مزيف، أما اعتمادك على مصدر مقدس يقدسك.
س7: كيف نزيل الأقنعة في دول العالم الثالث وبالذات نحن النساء في ظل الذكورة المسيطرة؟
ج: أهم شيء هو نزع القناع مع ذاتك قبل الآخر، فالقناع مع الآخر غير مهم بقدر القناع والحجاب الذي تضعه بينك وبين ذاتك، أزل الحجب والأقنعة التي بينك و بين ذاتك بعدم الكذب عن نفسك أو جلدها...
بالنسبة لفكرة النساء والذكورة المسيطرة في الحقيقة فالنساء هن من تضعن أنفسهن في دور الضحية فلا شيء يحدث في هذه التجربة الأرضية من طرف واحد؛ وهذا يعني أنه لا يمكن استعباد الأنثى أو تهميشها إلا إذا أرادت هي ذلك.
هذه رسالة مهمة للنساء أرجو منكن أن تتلقينها بأذان مصغية ومفادها: توقفن عن الاعتقاد بوجود اختلاف بين الرجال والنساء فأنتن اللواتي تبحثن عن هذا الفرق حتى أصبحت المشكلة في أذهانكن، لهذا لا تضعن طاقتكن في التفكير في هذا الفرق والتمييز، خاصة أننا الآن في عصر لا تحكمه الذكورة المشوهة، إلا أن النساء مازلن يشعرن أنهن تحت السيطرة والعبودية الذكورية وما هذا إلا سيطرة نفسية، كما لا ينبغي أن يتمحور كل شيء حول النساء فنحن نتكلم هنا عن الإنسان بعيدا عن تقسيماته إلى ذكر وأنثى، ويجب أن يدخل الجميع في دائرة الإنسان، فدخولك إلى دائرة وحقيقة الإنسان يخرجك من كل الصراعات سواء في العالم الثالث أو أي عالم آخر.
س8: عندي رغبة شديدة في ترك كل شيء؟
ج: لابأس في هذا فكل شيء يكون في وقته؛ لا يعني هذا دائما أمرا سلبيا أحيانا تكون رسالة هذا الأمر هو أنك بحاجة للقاء المصدر ولقاء طاقة نقية لهذا تبحث عن العزلة وتأتيك رغبة للتخلي عن كل شيء في آن واحد من طيبات وخبائث، لأنك بحاجة لهذا حتى تصل إلى مكان تستطيع فيه اختيار وتنقية طاقتك وحياتك وذاتك...فهذا الأمر يحمل رسالة إيجابية.
س9: كيف أوفق بين المادة والمعنى؟
ج: أنت بدأت من فكرة أن هناك صراع بين المادة والمعنى، وفكرة هذا الصراع عززت لك أن هناك مشكل بين المادة والمعنى؛ أي أنك بدأت بفكر خاطئ عزز لك الصراع بين المادة والمعنى أو الروح، بهذا التفكير كأنك وضعت حاجزا بين رغبتك في التطور المادي ورغبتك في التطور الروحي، وفي حيقيقة الأمر فكل تطور روحي يجب أن يكون تطور مادي والعكس صحيح أيضا، الإنسان هو من يفصل فيظن أن فعله للأمور يكون اضطراريا، لهذا يجب عليك نزع مفهومي الاضطرار والفصل، يجب نزع فكرة أنك مضطرة لكي تعملي فقد جعلتي المادة شيئا اضطراريا ومنه فسدت المعادلة، كما عليك أن تتوقفي عن الفصل بين المادة والروح فتتعاطي مع المادة بروحانية أكثر أي يجب أن تجدي المعنى في المادة، ولتفهمي الأمر؛ المعنى الذي لا تستطيعين إيجاده في المادة فهو معنى مزيف، والمادة التي لا تستطيعين إيجادها في المعنى هي مادة مدنسة.
س10: ما هي رسالة عدم الدعم من الحياة وكيف نزكي طاقتنا، رغم أني سافرت وتركت كل شيء خلفي إلا أنني رجعت الآن ووجدت واقعي غير جيد؟
ج: التعاسة وكل المشاعر السلبية هي دلاله على أنك تسير في الطريق الخطأ ولم تجد ما تريده، وهذه المشاعر في نفس الوقت تعطيك لمحات وإشارات عن الطريق الروحي الخاص بك والذي يجب أن تتخذه، وهذا يتطلب منك التأمل فيما يحصل وليس التعلق بما حرمت منه أو فقدته في الماضي فهو لا يهم، أما ما يهم الآن هو أن تفهم سبب الفقد فسبب الفقد يحمل مفتاح الاكتساب، لا يوجد فراغ أنت تفقد كي تكتسب وتكتسب لتفقد وتتخلى، فما دمت فقدت شيئا ما فقد فرغ وعاؤك كي تكتسب، وبدل السير وراء ما فقدته عليك السعي وراء الإشارات التي تحاول إعطائك شيء آخر أفضل.
س11: لماذا الطفل يحتاج إلى الانتباه من الوالدين لماذا لا يعي مصدره منذ البداية، أظن أن هناك شيء ما يحصل في الطفولة يفسد هذه البذرة الإلهية؟
ج: ما يفسد البذرة الإلهية هو تقليد الطفل للكبار، فالكبار يعطونه اسم ويعطونه قناع...فحُرّم عليه أن يكون إلا كما يريدونه أن يكون.
س12: كيف أعالج الخوف من الموت مع العلم أنني تعرضت لتجربة الاقتراب من الموت ولم أشعر بشيء، سكون رهيب كأن كل شيء انطفأ؟
ج: الخائف من الموت هو شخص خائف من تغيير المكان والزمان اللذان يتواجد فيهما، ففكرة الخوف من الموت تأتي من تعلق الإنسان بمكانه وزمانه لدرجة أنه لا يريد الانتقال إلى شيء جديد لا يعرفه.
والخوف من الموت فكرة متعدية إلى أفكار أخرى فهو يعرقل الحياة؛ لأنه قد يمتد إلى الخوف من الخسارة والخوف من البدايات الجديدة والخوف من أشياء كثيرة أخرى، وللتخلص من هذا الخوف عليك إزالة التعلق.
بالنسبة لكيفية إزالة هذا التعلق فعليك بالثقة في الذات وفي كونك تستطيعين تكوين حياة أخرى وتستطيعين الاستمرار بشكل من الأشكال، فخوف الإنسان من الموت يأتي من عدم قدرته على الحياة من جديد، أما إن رفع ثقته بذاته وطورها سيختفي هذا الخوف.
س13: هل من الطبيعي أن نتقدم ونتوسع في هذا الطريق وفجأة نجد أنفسنا أننا لا نتحرك؟
ج: هذا من طبيعة الطريق وبورتوكولاته وهي العودة للصفر، فمهما حييت ستعود إلى الموت هذه حكمة كل شيء، ومهما بلغت من التطور ستصل إلى نقطة تظن فيها أنك لم تتطور ولم تتحرك، فبعد الحركة يأتي الثبات لذلك يجب عليك أن تسلم لهذا الأمر لعلمك أن بعد هذا الثبات ستأتي حركة أخرى ، وبعد هذا الموت ستأتي حياة أخرى.
س14: الأحكام وتحليل نوايا الناس أكبر طاقة سلبية قد تعطل التقدم في الرحلة الروحية؟
ج: إطلاق الأحكام على الناس هو محاولة لقراءة نواياهم، وفي الحقيقة أنت بشكل ما تحلل نواياك الشخصية وتطلق الأحكام على نفسك، وأنت بهذه الطريقة دخلت في وهم معرفة الآخر وبالتالي أنت تكبر غرورك ووهمك فقط.
س15: تكلمت سابقا عن ملاك الزاوية واكتشفت أن الماضي أقوى مني واستنزف طاقتي وأحاول أن أتحرر منه بقوة؟
ج: إن طريقة صياغتك للسؤال تؤكد قولك أن الماضي أقوى منك أعد صياغة كلامك فاللغة والتعبير قد تقضي على الإنسان أو تبنيه، اعلم أن الماضي ليس ندا لك بل هو نصفك، يمكنك أن تتصوري الأمر أن الماضي هو النصف الذي عشتيه والمستقبل هو النصف الآخر الذي لم تعيشه بعد، فعليك أن تتعرفي على الماضي أكثر من خلال فهم أسباب أفعال نسختك الماضية، فهذا الجزء الخفي من الإنسان الذي يمثله الماضي يتطلب منه فهما وإدراكا ومسامحة...الماضي ليس كما يعتقد بعض الناس يجب أن تتركه وتذهب، لا يمكنك ذلك فالماضي معك ويرافقك ويمثلك أنت، وكل ما يحتاجه منك هو وعي وإدراك، ومنه مسامحة وعفو واتحاد في الأخير.
س16: هل ترى أن للشيطان قطيية، صفات جنسية؟
ج: نعم.
س17: كيف أفكر بإيجابية وأكسر الأنماط الفكرية السابقة، وما هو سبب رفضي للعادات السيئة وكيف اتصالح معها وأقبلها وأتخلى عنها؟
ج: مشكلة الإنسان أنه لا يتعامل مع نسخه باتحاد وتناغم، بدل ذلك يهاجم هذه الأنماط التي اتخذتها إحدى نسخه، فيتعامل كأن شخص آخر هو من فعل ما فعله، فمثلا عندما يتكلم الإنسان عن عاداته السيئة يتكلم وكأن شخص آخر هو من يمارس هذه العادات السيئة ولا يتعامل كأنه هو من فعل ذلك، تقبلك لهذه الأمور مهما كانت هو مفتاح لتصويب أي نمط أو عادة ومشكل...فما دمت تفصل بينك وبين نسخك التي تقوم بهذه الأفعال وتتبرأ منها، فلن تستطيع تغيير تلك النسخ أو إصلاحها وشفاءها، المسألة كلها تدور حول تقبلك أنك أنت من فعل ما فعل مهما كان كي تستطيع التبديل، أما إن بقيت تهرب من نسخك لن تتمكن من التعديل.
س18: ما هي أسرع طريقة في رأيك لتوسعة النفس وزيادة إقناعها بصفاتها الإلهية؟
ج: هذا يكون بالموت، يجب على النفس أن تختبر الموت كي ترى اليقين، ما عدى ذلك لن تقتنع.
س19: تقبل كل نسخنا وظلالنا هو المفتاح للتحرر منها؟
ج: نعم صحيح، نفترض أن فيك عيب، ما دمت متقبلا لذلك العيب لا يمكن لأي شخص أن يأتيك من خلاله أو أن يبتزك من خلاله، حتى أنت لن تستطيع ابتزاز نفسك من خلال ذلك العيب، فالتقبل مهم جدا.
س20: الصراع مع النسخ يخلق تدمير ذاتي؟
ج: نعم كصراع الخلايا مع بعضها البعض أو صراع الأعضاء الداخلية مع بعضها البعض يؤدي إلى تدمير ذاتي.
س21: في آخر بث لك هل أردت أن تقول أن الخيال والتخيل من التبصر؟
ج: نعم لكن بتحفظ.
س22: أنا أتهرب من نسختي القديمة والآن لا أتقبلها؟
ج: ستظلين تهربين إلى الطرف الآخر، بين الحرارة الشديد و البرودة الشديدة، بين الظلام والنور...تبقين هكذا حتى تجدي توازنك واعتدالك فتكوني الذات التي تحتضن جانبيها المظلم والمنير.
س23: كل هذه النسخ بالنهاية هي امتداد لنسخة واحدة وتطورها؟
ج: نعم، وكل شيء في النهاية هو امتداد للمصدر ولأطواره ومستوياته.
س24: كيف أحب المصدر وأنا اخاف منه كثيرا مع العلم أني في صغري كنت أثق به كثيرا ومن دون وعي، أظن أنه إذا وثقت به سأثق بنفسي؟
ج: نفترض أن المصدر غير موجود وأنت الموجودة فقط تعاملي هكذا فهذا ما يريدك أن تفعليه، قد يرأف بك المصدر ويرحمك لكنه ليس ذلك الأب الحنون الذي يلعب من أجلك اللعبة ويقوم بالتجربة من أجلك، يعني لا تبحثي عنه في الخارج اعتبريه غائب وليس بينك وبينه إلا الإيمان به وتذكر على نحو مبهم، بهذه الطريقة ستصلين إلى أن داخلك هو كل ما يهم، الفكرة أنه لا يهم أين هو المصدر وغيرها من الأسئلة المهم هو ما الذي يريده منك، هو يريد منك الثقة بالذات، أن تكوني مصدرية وحقيقية، لا يريد أن تكوني في جهة وهو في جهة يريد أن تتحدي به يريد وحدة وتوحد، أن يتحد ويتصل كل شيء ببعضه ويكون كل شيء على حقيقته، عندما تتحقق غايته هو ذا المصدر، فاتحادك بذاتك هو ذا المصدر.
س25: موضوع الخيال والأثير غامض، اشرح لنا حتى نتمكن من السيطرة عليهما؟
ج: أنت تسيطر عندما تتحدد فلا يكون هناك جانب متطرف في الجهة الخيالية أو الجهة الواقعية، عندما يقع الخيال، و عندما تتوقع ويحصل تبادل بين الخيال والواقع هذه ألوهية وهذه هي كن فيكون، هذا هو السحر الحقيقي.
فالمسألة ليست مسألة سيطرة بل مسألة تبادل بين الخيال والواقع فيقع الخيال ولا يتخاصم مع الواقع.
س26: اعطنا فكرة عن محاكاة اسم من أسمائه؟
ج: المحاكاة تعني أن هناك أصل وهناك نسخة والنسخة تحاكي الأصل، نفترض أن هناك طلبة ومعلم داخل مدرسة، الطلبة يحاكون تعاليم المعلم ينسخون ويستنسخون من علمه وهم لم يبلغوا بعد طور الاجتهاد، فطور الاجتهاد هو طور التأصيل، حيث يستطيعون تأصيل المسائل العلمية بأنفسهم من تلقاء الذات وهذا هو الأصل. فالطلبة يحاكون المعلم وعندما يصلون إلى تمام المحاكاة والاستنساخ يصبحون قادرين على التأصيل، وطبق هذا على كل شيء؛ فأنت تقلد حتى تصبح قادرا على الاجتهاد والتأصيل بنفسك، وهذا يحصل بين الإنسان والإله أيضا، ففي نهاية المطاف ستجابهين العالم لوحدك فالطالب مثلا لما يتخرج من المدرسة يجابه العالم لوحده ويكون جاهز لتأصيل المسائل المستجدة دون العودة إلى معلمه ليسأله عن ماذا يفعل، ففي الأخير يجب أن يتخلى كل من الطالب والمعلم عن بعضهما ويفترقا حتى يستطيع كل منهما الإبداع، وحتى يستطع الطالب أن يتطور ولا يكون عبئا على معلمه، وكذلك الأمر بين الإنسان ومصدره؛ في مرحلة من المراحل افترقا لأجل غاية وهي القدرة على القيام بالذات والتأصيل والتطور.
س27: اعطنا مثالا باسم القوي؟
ج: يجب أن تفهم كيف تُحاكى جميع الأسماء، جميع الأسماء تُحاكى بالتقليد والاستنساخ، فتمثلها وتتظاهر بها حتى تفهم جوهرها وتصله فتكون قادرا على إنشاء براءة خلقك، وهذه هي شيفرة التحقيق، ففي مرحلة من المراحل ستتخلى عن التقليد والاستنساخ حتى تصبح عين الشيء الذي تقلده.
س28: ما هي رسالة الشعور بالعار على أتفه الأشياء؟
ج: الشعور بالعار هو أدنى المشاعر طاقة فهو متعلق بالغصب، فأنت تفعل الأشياء في باطنك غصبا عنك، والغصب والإكراه مرتبطان بالعار لذلك تحس بالعار من أفعالك أو أفعال الغير المغصوبة عليك، فلما تضطر لفعل أشياء معينة هذا الاضطرار يستحضر معه الشعور بالعار كعاقبة بعده، عكس الأمور التي تفعل بحب لا يمكن أن تندم عليها أو تشعر بالعار منها أو ينتابك الذنب بسببها.
يجب عليك أن تفتشي عن هذه الأشياء التي يرافقها العار وتصحيح نياتك ومحركاتك الداخلية في فعل هذه الأفعال لأنك حتما تفعلينها غصبا ليس عن إرادة أو حرية.
س29: ما الفرق بين الخيال والحلم لأنني مأخوذة بأحلام اليقضة حتى انفصلت عن الفعل الحقيقي، أنا غائبة عن الواقع بسبب الظلم الواقع علي منذ الطفولة، لا أعلم أين هربت نفسي منذ الطفولة إلى حد الآن؟
ج: حاولي التقليل من السهر، وحاولي التعرض لضوء الشمس صباحا لأن هذه الأعراض لها علاقة بالقمر وطغيان الجانب العاطفي عليك، يجب أن تغيري نمط الحياة وتحتاجين إلى الواقعية، إن كنتِ لا تأكلين اللحوم عليك أكلها لأنك في هذه الحالة بحاجة إليها.
طغيان الجانب العاطفي والأنثوي يزيد من الجانب الخيالي، وهذا يمنعك من التأقلم مع التجربة الأرضية لهذا عليك أن تضيفي القليل من الواقعية حتى تتوازن الكفتين.
س30: دخلت في عزلة من سنة و أكثر ولا أستطيع الخروج منها؟
ج: العزلة التي لا تستطيع الخروج منها هي عزلة غير منتجة، لأنها حصلت غصبا وفي هذه الحالة عليك أن تحبيها لدرجة قولك أنك تستطيعين البقاء فيها طوال حياتك حتى تستطيعي الخروج منها، أنت الآن في مقاومة مع هذه العزلة مهما خرجت منها ستجذبك ولن تستفيدي منها؛ فهي تبقيك في حيز الظل فقط ولا تسمح لك بالاشعاع، فالغياب ينفع الإنسان في تنقية طاقته وتزكية ذاته إلا أن الغياب الخارج عن الإرادة يخرج بك عن السياق المراد.
س31: هل صحيح أن الشعر والأظافر مسؤولون عن نقل الوعي أي هي استشعار؟
ج: من ناحية الاستشعار فهي كذلك لأن لها علاقة بالجانب الأثيري من الجسم كالشعر والأظافر والزيوت والدهون المتراكمة على البشرة.
س32: هل العار وهم؟
ج: نعم العار وهم، فهو نفي تام لوجود الحب أو الإرادة ومنه ينتهي الطعم ويبدأ الوجود بفقدان ألوانه، فالعار يفسد طعم كل شيء لأنه متسلط ودكتاتوري كل شيء حسبه هو حرام.
س33: ماذا عن التساقط الشديد للشعر، ما هو جانبه الروحي؟
ج: رمزية تساقط الشعر هي الإفراط في الواقعية والتوتر فيؤثر عليك الواقع لأنك منغمس في المادية، هذا لا يعني حبك للمادة بل يعني أن الواقع طاغي عليك.
س34: هل صحيح أن الأنثى أكثر تطورا في الروحانيات لذا أحيطت ببعض المحرمات لمنعها من الوصول؟
ج: الأنثى أكثر تطورا في الجانب الأثيري عن الذكر، فالحجاب وما شابهه من أمور هو لفصلها عن جانبها الأثيري وهذا قول فصل ففي إطار الصراع بين الذكورة والأنوثة تم إجبار الأنثى على لبس الحجاب وغيره لإرغامها على عيش شروط الواقع.
والجانب الأثيري ليس هو الجانب الروحي، فالجانب الروحي هو الجانب الحيادي لا ينتمي لا للأثير ولا للمادة.
س35: عندما قلت أن الأثير ليس هو الروح اتضحت الإجابة لي.
ج: قلتها منذ سنوات، الجانب الأثيري ليس هو الروح حتما.
س36: كيف أتشافى من جرح غياب الأب؟
ج: هذا أمر صعب جدا، ولكن الحكمة والعبرة هي التي تجعلك تتعافى بسرعة يجب أن تفهم العبرة من ذلك بالنسبة لك، فالعبرة هي العزاء الذي يجعل الجروح تندمل.
س37: التشافي من جروح الأم أصعب؟
ج: قضية الجروح سواء من الأب أو الأم غالب العبر فيها تكمن في أن روحك تريد بدأ التجربة من المنتصف، فاختصرت الكثير من الأمور، لأن غالب الحكم في الفقدان تصب في جانب الاهتمام بالذات، لذلك فالذي يختبرها وهو صغير لديه روح قوية، ويريد اختصار الحكاية.
للتشافي يجب على الإنسان أن لا يجعل ماضيه أو الجرح كحاجز له أمام استمراره في الحياة، يجب أن تحول هذا الجرح من كونه حاجزا أمام حياتك إلى حكمة ومعنى لحياتك، فعيوب الإنسان هي كماله واحتضان العيب هو كمال، والكمال الظاهري هو العيب في حد ذاته، فهو الفراغ الباطني، فلا معنى لكمال ظاهري خالي من جوهره الباطني، ونقصان الظاهر يوحي على وجود كمال في الباطن ويحصل تكامل بينهما.