ما تحتاج معرفته حول مصدرك، الحب الحقيقي واليقين بوجود القداسة

Akada Toureia
0

س1: هل يمكن أن تخبرنا عن طبيعة الروح؟

ج: الروح عندنا هي تلك الاستقامة أو الجسر الذي يصل بين المصدر والعالم المادي أو بين المصدر ونحن، كلما اقتربنا من تلك الاستقامة تذكرنا أكثر واستشرفنا المستقبل...وكلما ابتعدنا عنه انغمسنا في المادة، ونحن لا نعيب التركيز على الجانب المادي وإنما ندعوا إليه ضمن سياق الروح وعدم فصلها عنه، فالمادة بدون روح هي مادة فاقدة للمعنى عشوائية غير مسماة ولا سامية، ومهما اقتربت من هذه المادة شكليا إلا أنك روحيا تكون بعيدا عنها.


س2: لماذا كلما اقتربت من المادة كلما تجلى لي السراب؟

ج: إن هذا  السراب هو الوهم الناتج عن عدم تسمية المادة، فالمادة المسماة تقترب من الروح فسمو المادة هو الروح، والمادة غير المسماة البعيدة عن الروح هي وهم، وستظل هذه المادة سرابا حتى تجد روحها، كذلك الجسد لن يصل إلى الحقيقة إلا عندما يتصل بالروح.


س3: هل يعني كلامك أن الجوهر هو مركز الأسماء؟

ج: نعم بمعنى أن الاسم أو السمو الأكمل والأعظم الذي منه تستمد الأسماء تسميتها، من ناحية أن الأسماء تسمي المواد كل طبقة أو مستوى في الوجود تسمى بمسمى، فالاسم الجوهري هو الاسم الذي يسمي كل هذه الأسماء أي هو ماهية الماهية وهذا هو مركز الدائرة الإسمية.

س4: هل يجب أن أكون حيادي في تواصلي مع المادة؟

ج: الحيادية هي عماد كل شيء وهي الاستقامة والروح التي نتكلم عنها بمسميات مختلفة، فالروح هي شجرة تحمل أسماء عدة حياد، روح، براءة وهذه المسميات مرتبطة ببعضها البعض، فمثلا لا يمكنك أن تكون بريء  أو صادق وأنت غير حيادي، فالذي يتخذ الحياد هو الوحيد الذي يستطيع رؤية المشهد على حقيقته ويستطيع أن يصدق في القول والفعل.


س8: قلت أن التكرار هو نظام يخدم المصفوفة، بغض النظر عن التكرار الحميد أو النافع للتعلم والتطور، بالنسبة لك كيف يتم تصنيف التكرار الاستعبادي؟

ج: تكلمت عن التكرار في فيديوهين متتالين في الأول قدمت التكرار الذي يخدم المصفوفات السيئة التي تحاول سجنك من خلال جعلك تكرر تكرارا فارغا غير مبدع يبعدك عن الروح وهذا هو الاستعباد الذي يمنعك عن المستقبل الذي يمثل الإبداع والخلق واستكشاف أمور جديدة...وفي الفيديو الثاني بينت أن التكرار أمر ضروري في بدايات التعلم وليس كل تكرار سيء فنحن نتكلم عن تكرار حميد حيث يكون تكرار الفعل مبدعا في كل مرة وبريء من سابقه، ويجب التقليل من التكرار قدر المستطاع وهدف التكرار هو التطور فإن كان تكرارك لأمر ما لا يطورك فهو تكرار سلبي.


س9: هل الأسماء من منابع المصفوفة؟

ج: المصفوفات السيئة تعتمد أسماء وتسميات سيئة، كأن تسمي فعلا ما بأنه فعل جيد وهو في الحقيقة فعل سيء، أو أن تستخدم اسم العار أو تدفعك إلى الارتقاء عبر سلم غير مناسب وتوهمك أنك ستصير محبوبا.


س10: كيف تعمل هذه المصفوفات وتؤثر علينا؟

ج: كل المصفوفات ترسم لك جنات وجحيم مزيف فالذي يتبعها تفتح له أبواب جنات مزيفة، والذي يخرج عن نمطها يلعن؛ ونقصد باللعنة انقطاع المدد فتنبذ وتقطع فلا يتراحمون ولا يتواصلون معك وهذا أسلوب من أساليب المصفوفة في ممارسة الضغط على ذات الإنسان كي يتخذ قرارا يخدم أرباب المصفوفة، لكن في حقيقة الأمر الإنسان حر وليس من اللازم عليه أن يشارك في كل هذه المسرحيات، إلا أن المصفوفات تعتمد ثنائية الترغيب والترهيب لتستثير مشاعر الأفراد وبالتالي صفهم ووضعهم في صناديق خادمة لأهداف المصفوفة الظلامية، لهذا على الإنسان أن يقدس إرادته الحرة قدر المستطاع، وأن لا ينجرف مع تيارات المصفوفات حتى لا يتم التلاعب به ويظن أنه عارف للحقيقة، و الحقيقة أمر عظيم ومرعب ومعرفتها تقتضي إلمامك بجذور ونهايات كل شيء، ولا يكون الوصول لها إلا عن طريق الحياد الذي يسمح لك برؤيتها وسمعها بعينك وأذنك وليس اعتمادا على الآخرين.


س11: كيف تتغذى المصفوفات على طاقاتنا؟

ج: كل الأزمات والحروب في العالم أنت بنسبة 50% مشارك في صنعها، وهذه الأزمات هي أزمات مصطنعة هدفها دراسة ميل المجتمعات وتحديد ردات فعلهم خلال الأزمات ثم توجيههم نحو ما يخدم هدفهم، وهذا داخل في الهندسة الاجتماعية والنفسية، فالأزمات لن تكون موجودة أو ذات تأثير إن كان الناس مستقلون، فتوجيه مثلا الفعل الشرائي للمواطنين يخلق أزمة ندرة لمنتج ما وهكذا تخلق الأزمات المختلفة وتوجه ردات الفعل اتجاهها كما هو مخطط له، إن هذه الأزمات تخلق طاقة الخوف والرعب التي تغذي مفتعلي الأزمات والحروب فهم لا يريدون لهذه الحروب أن تنتهي كونهم يتغذون على طاقتها، وتفاعلك مع هذه الأمور سواء بالسلب أو الايجاب لن يغير فيها شيئا سوى تغذيتها لأنك تعطي لها طاقة، كذلك الأمر مع مفهوم الشيطان الذي اعتمد معه مفهوم التسويق السلبي والأرجح أن لا نتكلم عنه أصلا ونبقى حياديين اتجاهه لأن في كلامنا عنه تغذية لفكرته وكيانه ، لهذا فدواء كل شيء هو التجاهل خاصة الأزمات والحروب لأنها تتغذى على تفاعلك سواء كان سلبيا أم إيجابيا، فتسلب فرديتك وطاقتك لتغذية حدث معين في الأخير يغذي جهات معينة.


س12: إذا الأمر هو أنك كلما ركزت على أمر ما زاد وكلما تجاهلته تضاءل واختفى؟

ج: نعم الأمر كذلك، ولدي نظرية أن الكون لا يفرق بين ماهو إيجابي أو سلبي، فمثلا أنت تدخل في علاقة سامة مع أحدهم ولا تستفيد منها شيئا وتتأذى رغم ذلك تبقى في هذه العلاقة ولا تنهيها، أنت بهذه الطريقة أي بتفاعلك معها سواء بطريقة سلبية أو إيجابية أنت تغذيها ولن تنتهي لأن الشريك مازال يثيرك خوفا أو رغبة.


س14: من صغري وأنا أمشي على الصراط المستقيم، وأفعل الخير ولا أظلم أحدا، في الفترة الأخيرة أتاني إحساس أنه ينبغي لي أن أغير الوضع وأقوم بالقليل من الشر، ما رأيك هل أنا شريرة؟

ج:  الأمر هنا ليس أنك ترغبين في فعل الشر وليس هناك شر أو خير مطلق، الحقيقة أنك أردت فعل شيء مغاير لتختيري إرادتك، لأن فعلك للخير لم يكن نابعا من إرادتك بل فعلته من باب الإكراه كصندوق وضعوك فيه والآن ترغبين في الخروج عنه.

والغاية من الوجود ليست فعل الخير وإنما أن تكون واعيا لما تفعله سواء كان خيرا أو شرا وتكون رقيبا على فعلك، وأغلب الذين يتخذون دور المنقذ يفعلون ذلك دون وعي منهم ويظنون أنه واجب عليه فعل هذا الخير، إن كانت الغاية من هذا الوجود هي فعل الخير فقط فما المعنى من وجود الإرادة وما المعنى من وجود الاستقلال بيننا في الأجساد، فإن كنا قد وجدنا لنفني أنفسنا في خدمة الآخر فلا معنى من وجودنا كذات مستقلة عنه، ولا نقصد بهذا الانفصال التام عن الآخر والتركيز على أنفسنا فالغاية من هذا ومن كل هذه الثنائيات هو الوصول إلى التكامل بينها، فما الفائدة من فعل الخير إكراها ونحن لا ندرك المعنى منه ولا نستطيع تجربة الشر (السلب) أو رفض فعل الخير لنفهم معنى الفضيلة، الغاية من الوجود هي أن تكون واعيا بخيرك وشرك فإن أصبت أو اخطأت تكون واعيا بفعلك.


س15: ما رأيك في من عنده صعوبة في التخيل وأقصد بالتخيل التخيل الصوري وليس الفكري، لأني منذ بدأت أبحث عن ذاتي والكل يقول لي جدي النور الذي بداخلك الكل يستطيع رؤية هذا النور إلا أنا، هل هذا يعني أنني بعيدة عنه؟

ج: إن النور ليس شيئا متخيلا، المقصود من النور هو الوعي وبشكل أدق الوضوح كأن تكوني في علاقة ما ويخونك الشريك، فيأتي أحدهم ليخبرك أنه خانك هذا الخبر عبارة عن نور وحقيقة لأنه أنار بصيرتك على أمر تجهلينه وهنا هذا النور ليس شيء قد تخيلتيه كضوء أو شكل محدد وهذا هو مفهوم النور هو وعي وحقيقة كشمس الصباح التي تنير كل شيء فيصبح واضحا.

إن الظلام هو غياب للنور فحتى لو قتلني أو ذبحتي أو فعلتي أي أمر آخر في الظلام لن يشكل ذلك فرقا بينه وبين الفعل الجيد لأنك في عماء فلا يمكننا أن نحكم على الأشخاص القابعين في الظلام بأن أفعالهم سيئة لأنهم لا يدكون ذلك بسبب بقائهم في الظلام، أما في وجود النور تتضح كل الأمور ونستطيع أن نفرق بين الخير والشر، لهذا نحن ندعوا إلى الحياد فالحياد هو الشفافية وعدم الاحتمام للمشاعر في حكمنا على مختلف القضايا.


س16: هل حقا المصدر هو الحب المطلق؟ وهل فعلا يحبنا؟ ولماذا لا أشعر بهذا الحب؟

ج: إن مفهومي للمصدر يختلف عن مفهومكم وكذلك الأمر بالنسبة لمفهوم الحب، ففي مصطلحاتي أعبر عن المصدر بالحياد والشفافية المطلقة والكمال المطلق وغيرها من مصطلحات، فالمصدر حيادي وعندما تجلينا عنه كان الهدف أن نكوّن ذاواتنا بتلقائية تامة كأن ترى وتسمع بنفسك فما الفائدة إذا من وجودك إن كان المصدر يتدخل كل مرة في حياتك أو تجربتك، كالأب الذي يحب ابنه حبا مفرطا مشوها فيدخل إلى لعبة ما بدلا عنه كي يجعله يربح.


س17: كيف تعرّف الحب الصحيح؟

ج: في رأيي الشخصي الحب ليس اهتماما أو عطاء متواصل الحب عندي في أعلى درجاته هو الوضوح التام يين الطرفين وهذا على مستوى العلاقات الإنسانية، وكذلك الأمر على المستوى الأعلى أي بين الإنسان والمصدر، فالمصدر جد واضح وشفاف وبعيد كل البعد عن التلاعبات وتجلينا عنه كأرواح كان تجليا شفافا لهذا صلتنا به شفافة ولا حجاب يفصلنا عنه فإن كنت حياديا شفافا ووصلت الآن إلى حقيقتك فأنت الآن حتما متصل بالمصدر دون حاجتك لفعل أي شيء أو الدخول في أي لعبة، لأن كل الألعاب تنتهي في الأخير بالفوز والخسارة وإنما وجودنا هنا وجود يجب أن يكون حياديا مما يسهل اتصالنا بالمصدر، أما المصدر المتلاعب فهو مصدر مزيف شيطاني وهو الذي لا تستطيع الصمود أمام غواياته كالنرجسي الذي وصل إلى أعلى درجات النرجسية فهو متلاعب بالدرجة الأولى ويعلم تماما نقاط لذتك وألمك ويستغلها في لعبته.


س18: هل النرجسي كاره لذاته بأنانية؟

ج: النرجسي هو المتلاعب الذي لا يريد مواجهة الحقيقة، فيلف ويدور حول نفسه محاولا الهرب من حقيقته، هؤلاء النرجسيين لديهم جرح عميق جدا بداخلهم كالثقب الأسود لو يواجهونه يتحول هذا النرجسي إلى شيء بديع  وصادق أفضل مما كان يحاول الوصول إليه بتلاعبه، الإنسان الصادق أسما وأفضل من أي متلاعب مهما وصل درجة عالية من إتقان كل أنواع الألعاب لن يصل إلى ذلك التشبع الذي يحصل عليه عندما يكون صادقا وشفافا وواضحا، وهذا الإشباع والشعور هو جنة حقيقية وشعور لا يشترى ولا يدخل في مجال المكاسب أو الخسائر لأنه شعور مصدري أصيل مرتبط بكل شيء


س19:  كيف نموت بوعي؟

ج: عندما يتوقف الإنسان عن اعتقاده المغرور بأنه سيغير العالم ويؤثر عليه أو أنه يستطيع الانسلاخ من ذاته وتغييرها  ويقتنع أن العالم أصلا كامل فيتحول غروره إلى طاقة مصدرية أصيلة هنا يموت الإنسان بوعي، فكل المسارات الروحية تقودك في الأخير لتقبل حقيقتك وحقيقة هذا العالم ككل وإن بقيت تقاوم فأنت لن تصل للوعي ولن تموت بوعي.


س20: لكن النسخ تتغير؟

ج: إن قلت أن النسخ تتغير فهذا يعني أن ذاتك وحقيقتك بالضرورة متغيرة وهذا أمر متناقض مع الحقيقة؛ ففي الحقيقة لا يوجد اختلاف وتغيير بل توجد حقيقة واحدة ونسخك تتوالى في مسيرة لكنها لا تتغير، ونقصد بالتغير والاختلاف هنا الاختلاف الجوهري بينها، النسخ في جوهرها لا تختلف ولا تتغير حقيقتها هي تتطور فقط، التغيير الذي أتكلم عنه غير متعلق بتطوير النسخ بل بمن يكره ذاته ولا يستطيع تقبلها أبدا فيحاول الانسلاخ عنها وهذا غير ممكن والأجدر به أن يستسلم، وحين استسلامه يجد الحقيقة ويصل إلى الوعي التام بجميع نسخه، ومنه هو يراقب الموت من الحياة ويراقب الحياة من الموت وهو بذلك إنسان ليس لديه مشكلة مع أي طرف مهما كان.


س21: هل ستكتمل الصورة النهائية للحياة أقصد النسيج، أم ستبقى لا نهائية؟

ج: الحياة في جوهرها لا نهائية، والموت يكون أقرب إلى فكرة اكتمالها، فالموت يعتبر اكتمالا للحياة فهو عبارة عن نفق ضيق يمر فيه الإنسان عندما يكمل دورته الحياتية وهذه الدورات لا تنتهي ليخرج إلى شيء آخر، الأمر أشبه باكتمال نمو الجنين ثم خروجه إلى العالم من خلال الولادة.


س22: كيف سيكون اختيارك بعد الموت هل نتجسد في بعد آخر، وكيف نختار إن كنا قليلي الوعي؟

ج: الاختيار يكون من طرف الوعي فهو الذي يختار لك، أما عن التجسد فهو سيكون في أبعاد عليا أو أبعاد سفلى في حالة الانتكاس، أو تتجسد في نفس البعد مرة أخرى.


س23: أحس أن الحياة كلها وهم؟

ج: التفكير بهذه الطريقة هو نتاج تأثير الوهم عليك بشكل سلبي فتهرب منه، فتفاعلك معه يغذيه سواء أحببته أو كرهته  أي أنك من اخترت رؤية الوهم والصراع معه، والحل هو اتخاذ الحياد اخرج من كل هذه الألعاب نحو الصدق والحياد.


س24: ما هي أمثلة تقبل الذات في الجوهر؟

ج: تقبل الذات لا يتطلب منا فعل أي شيء فالمصفوفات والبرمجات هي التي تجعلنا نظن أنه يجب علينا فعل شيء محدد حتى نتحصل على مطالبنا، وفي الحقيقة هذا النوع من الوجوب أشبه بالألعاب الوهمية فأنت تدخل في لعبة ما وتحقق أرباحا مالية وتبني وتنشئ وتكون سيدا لكل ما بنيته لكن في الحقيقة أنت لا تمتلك شيئا، إن المعرفة الروحية الحقيقية هي قدرة الإنسان على اختيار البراءة في وجود كل هذه الحروب فلا يفتنه شيء ولو كفر الناس أجمعين، لهذا فتقبل الذات يعني أن لا تفعل شيئا، كأن يقوم أحدهم بتعييب شكلك أو شخصيتك عليك أن تكون متقبلا تماما لذاتك ولا تتفاعل معه للدفاع عن نفسك سواء سلبا أو إيجابا.

فالذات تحتاج منك الصدق والصراحة والشفافية والنبالة ولا تريد منك الألعاب ولا أي شيء يمكن أن يحول بينك وبين ذاتك، كن سلطانا لكن لا تدع السلطنة تخدعك كن العالم ولا تدع العالم يخدعك كن أي شيء تريده بشرط أن لا يحول بينك وبين ذاتك؛ فلا يجب مهما حصل أن تحتجب عن ذاتك بأن تدخل الحياة بينك وبينها يجب أن تحقق الشفافية والصدق معها.


س25: كيف أعرف أنها الحقيقة فأنا أشكك في كل شيء؟

ج: تشكيك في كل شيء معناه تشكيك في ذاتك، فكل أفعالك تؤثر على ذاتك لهذا إن شككت في أي فعل تفعله فأنت تشكك في ذاتك، والسؤال الأصح هو كيف أعرف ذاتي الحقيقية لكي لا أشك فيها لأن الذات الحقيقية هي الوحيدة التي لا يمكن التشكيك فيها فهي لا تحتاج إلى ألعاب أو تمارين تحتاج فقط الوضوح معها الآن، فلا يوجد شيء يفصلك عن الذات والمصدر فأنت من تضع حجابا بينك وبينه وتلغي الشفافية، والحجاب قد يكون جسدك أو نظرة الناس لك ولجسدك، فالناس عندما يرونك لا يرون روحك الشفافة وحقيقتك وإنما يرون جسدك فلا تقع في الفخ وتضع هذا الحجاب بينك وبين ذاتك، فالروح حرة وشفافة حينما تقرر الوضوح معها ستشعر بها وكذلك الأمر مع المصدر.


س26: هل حقا نحن من نختار أجسادنا أو بتعبير آخر المركبة؟

ج: هذا الأمر غير مهم المهم هو أن تختار في الأخير، ما قد مضى لا يهم المهم هو ما سيأتي وكيف تتعامل معه الآن فالمهم هو الآن.


س27: مستحيل أن تتعامل بالبراءة مع محيط مملوء بالشرور، لأنك ستبقى وحيدا والحياة تتطلب التفاعل ماهو الحل؟

ج: هذه مجرد مخاوف فقط، و رسالتي لكل خائف هي أنه ما دمت بريئا فلو اجتمع العالم بأسره ضدك لن تتأثر، فكل حيوات الناس وما يسعون إليه ضدك لا يوازي أصالة وقفتك في الحياد والبراءة، وهذه المسألة مسألة تجريبية وقولها يبقى مجرد حكمة حتى تنفذ وتتطبق والتجريب يعني أن تقف في محل القائل كي تفهم أسباب قوله ، فالخوف هو الذي يمنعك من فتح أي باب.


س28: هل الإنسان حر؟

ج: الإنسان حر ما دام شفافا وبريئا، وإن عدنا إلى الفطرة المصدرية نجد أن المقيد هو المجرم والمنتهك فمادمت بريئا لا يمكن أبدا لأي سجن أن يقيد روحك البريئة ولا يمكن لأي مصفوفة احتجاز روحك أو وضع حدود لك، فإني مؤمن أنه لا يوجد أي سجن يستطيع أو يطيق احتواء براءة روحي، فما دام هناك سجن أو تقييد فهناك جرم معين أو تلاعب، إن من لا يستطعون الخروج من هذه السجون هم المنتمين إلى المصفوفات الدنيا فكل ما يؤمنون به هو الحدود والتكرار فكل شيء يمكن صنعه سيصنعونه من أجل صنع عالم جديد غير أصيل منقطع عن المصدر.


س29: هل الحياد هو الاتصال بالمصدر؟

ج: نعم هذا صحيح.


س31: هل التطور هو التشبه بالمصدر؟ ولماذا ذواتنا مختلفة فيما بينها؟

ج: التطور هو الاقتراب من المصدر وأن تكون أصليا وصادقا، والصدق هنا ليس بالمفهوم الأخلاقي فالشمس مثلا تهبك الوضوح من خلال نورها وهذا صدق، فعندما تكون صادق تكون أصلي غير مشوه ولست مجرد نسخة.


س32: هل يجب علينا اعتزال كل مغريات المصفوفة والعيش بسلام وتقبل هذا العالم كما هو؟

ج: بشكل أدق أن لا تسمح للإغراء بأن يسلبك ذاتك.


س33: هل المصدر يتطور؟

ج: إن صح التعبير لأن اللغة تعجز هنا يمكن وصفه بأنه المتطور دائما أي أنه دوما في طور.


س34: ما هو مجال اهتمامك؟

ج: كل ما يتعلق بالإنسان من اليقظة والرحلة الروحية، توسيع العقل المحدود وفتح آفاق في عقل الإنسان أو ما يسمونه بالروح، فهي نوافذ في العقل المحدود تطل على عالم اللامحدود.


س35: التطور يساوي التوسع؟

ج: هذا تعبير غير دقيق، لأن التطور يساوي التوازن بين الانقباض والتوسع، فكثرة التوسع قد تؤدي إلى عكسها فالأمر متعلق بالتوازن أو النغمة بين الانقباض والتوسع، فالمصدر أشبه بنغمة شفافة متعادلة ومتوازنة تلامس كل شيء من شدة شفافيتها.


س36: هل الأديان هي صناعة بشرية بالكامل يعني أحيانا نجد فيها حقائق هل هذا فخ؟

ج: هذا سؤال لا أرغب في الإجابة عنه حاليا وأنا أقف في الحياد اتجاهه، فأي رأي تعطيه اتجاه هذا الموضوع يقودك إلى صراع وحرب حتى لو أثبت رأيك فيه بأدلة واضحة منطقية لن تسلم من الصراع، فالأديان منذ القدم حقل ملغم من أجله سفكت الدماء.


س37: إذا الأديان هي صناعة للحدود؟

ج: صناعة الحدود التي تضعك في قوالب مادية وهذا من فعل المتلاعبين، كأن تدخل في لعبة تمثل حربا بين الجيوش فإن ضغطك على الجيوش الأخرى ورسم حدود لها يعني فوزك أنت وخسارة الأطراف الأخرى، لهذا المتلاعبون يستعملون نفس هذه الطريقة وعندما ترسم حدودا للآخرين فأنت تضغط عليهم.


س38: هل أنت ملحد؟

ج: لا أعلم قصدك من قول أني ملحد، إن كان بأشياء لا أراها ولا أعيها فأنا ملحد بها، كالروايات التي توارثها المجتمع وآمن بها الناس، أنا إنسان صادق أشهد بما أرى ولا أؤمن بشيء لم أشهده، فإن كان قصدك إلحادا بالإله فأنا لست كذلك لأني مؤمن به ورأيته والرؤية هنا ليست ملموسة، فالإنسان يؤمن بما يرى على الصعيد الشكلي وما فوق الشكلي فإن استطاع الرؤية يشهد بالحق، والرؤية لا تعني  رسمك للحدود كأن تقول هذا هو الإله وهذا ليس بالإله، فرؤيتك للامحدود هي رؤيتك للإله لأن الإله غير محدود، ولا يمكن للإله أن يخلق بشرا ثم يضع حدودا بينه وبينهم هذا ليس بإله.


س39: تكلم عن المعرفة ومصادرها؟

ج:  مصادر المعرفة هي عبارة عن صناديق وقوالب يوضع فيها عقلك كي تبدأ في طريق لا ينتهي، ونحن لا نبحث عن المعرفة بل نبحث عن اليقين  فالمعرفة مجرد حدود لغوية لا توصلك لشيء، وأنا اتكلم على الصعيد الإنساني الباطني ولا أتكلم عن الخارج.


س40: أنت تتبع شك إبراهيم؟

ج: الإله الذي أؤمن به ليس له هذه المجسدات أو المجسمات فأنا لا أؤمن بهذه الطريقة كأن تقول له يد ووجه وغير ذلك وإنما قد آخذ بها من باب التأويل كاعتبار الوجه هو الذات...وهذا إيماني الشخصي ولا أخطئ غيري في إيمانه فأنا حيادي اتجاه إيمان الآخرين، و لا أشجع على أي صراع مهما كان ولو نزل الإله ليخبرنا أن نتصارع من أجله لن أفعل لأن هذا ليس بإله حقيقي.


س41: ماذا نفعل بالصراعات التي تحدث في أفكارنا؟

ج: إن كان عقلك يصارع فهذا وهم اتركه ولا تفكر، فهذه الأفكار المتصارعة هي مجرد مخاوف تجرك لهذا النوع من التفكير.


س42: هل نحن بخير دائما قل لي حتى أنام بسلام؟

ج: لا توجد أي حرب يمكن أن تشوش السلام الإلهي والبراءة، لهذا ابحث عن السلام وادخل فيه فقط فلا يوجد أي شيء يمكنه تعكير السلام الذي منحك إياه المصدر، فأنا مثلا عندما أنام اسلم تسليما تاما بأن هناك براءة بشكل من الأشكال أو في مستوى من المستويات هناك صدق وأصالة، هناك ألوهية هناك توازن فأذهب إلى هناك وأنام وأنا موقن ومتأكد ومؤمن أنه تلك هي الأبدية.


س43: يعني هل نحن بخير مهما حدث، هل أثق في خطة المصدر؟

ج: إن هذا السؤال نتاج عن صدمات عنيفة جعلت الإنسان يظن أن الكل متلاعب بما في ذلك الإله لهذا تفقد الثقة حتى في الإله، فأنا وجدت من لا يتلاعب لهذا فصدقي وبراءتي كلها له وليس للتلاعب بالآخرين لأن هناك من يستعمل الصدق والبراءة للتلاعب بالآخرين واغوائهم.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)