محاضرة تحويل المسارات الروحية
المسار الروحي يختلف عن باقي المسارات ولايمكننا أن نصف المسار بأنه روحي إلا إذا كان يحقق هدف الروح وهذا ما يميزه عن باقي المسارات؛ فالمسار الروحي هو المسار الأقرب إلى غاية الروح ويوصلك إليها، هو تلك النقطة التي تلتقي فيها كل نسخك وأسمائك الحالية والماضية أو حتى تلك الموجودة في أبعاد أخرى لتتوحد معا وهذه هي غاية الروح، تلك النقطة هي ما نعبر عنها بالوحدة الصمدية أو قيامة الروح.
فهدف السير في المسار الروحي هو الوصول إلى نقطة الوحدة الصمدية ثم إعادة الانتشار منها مجددًا، في تلك نقطة عندما تجتمع كل الأجزاء يمكنك رؤية اللوحة الكاملة.
لماذا نحتاج إلى تحويل المسارات؟
إن تحويل المسارات أمر ضروري للوصول إلى النسخة الأقرب إلى الروح، وذلك بالخروج والتحرر من النسخ الميتة التي تحبسنا وتسلب طاقتنا، فالنسخ الميتة هي ما عبرنا عنه بالحلقة المفرغة أو الثعبان الذي يدور حول نفسه محاولا أن يقضم ذيله فيبقى يدور دون توقف في نفس المسار، هذا الثعبان في رمزيته يمثل النسخة التي لا تريد الموت والعودة إلى المصدر والخروج من هذه الدائرة والتجربة، فيحصل لهذه النسخة إحباط بسبب غرورها الذي أدى إلى انقطاع الطاقة الروحية أو انقطاع المدد عنها فتدور حول نفسها ظانة أنها متجهة نحو المصدر، إلا أنها في الحقيقة أصبحت مجرد طاقة سلبية، نسخة ميتة مثلها كمثل الزواحف الذين يتغذون على الطاقات في الخارج لأنهم منقطعين عن المصدر ولا يستطعون توليد الطاقة
إن الطاقة الإلهية طاقة دائمة التدفق ولا يمكن أن تتوقف عند أحد أو أن يوقفها أحد، النسخة الميتة تحاول بغرورها أن تقف أمام هذا التيار المتدفق والذي يرمز له في الفلسفة الطاوية( بالداو دائم التدفق)، فتدور وتدور بعدم تناغم مع الطاقة الإلهية محاولة عكسها والاستفادة منها من خلال إيقافها لكن هذا غير ممكن، كما أن الدوائر أو الدوامات التي تقوم بإنشائها هي تعبير عن الأنا المزيفة المغرورة التي تحاول الوقوف في وجه الأنا الحقيقية مشكّلة طاقة سلبية، وهذه الطاقة السلبية ليست كما يعتقد البعض أنها كيانات معاكسة للمصدر فلا يمكن لأي طاقة أن تقف أمام تدفق الطاقة الإلهية، وإنما هي عبارة عن سجن للطاقة يعبّر عن توقف دوران الطاقة الإلهية، إلا أن هذا التوقف ليس كلي فهو تعبير عن دوران الطاقة في حلقة وعدم خروجها عنها.