نحنُ رأينا أو سمعنا للعديد من معلمي الروحانيات ومُرشدي الصحوة الروحية عبر قنوات التواصل الاجتماعي أو منصة اليوتيوب أو عن طريق الانضمام إلى دورات خاصة بالاستنارة الروحية أو رحلة الصحوة الروحية. للأسف إنَ السواد الأعظم من ماهو موجود يجسد لفكرة "موت الإنسان " دون الحاجة للتطرق إلى ذكر شخصيات أو أسماء بعينها مقارنةً بمشروع الإنسان الإلهي الذي أطلقه المعلم يزيد منذ أشهر والذي يعيد بناء الإنسان ككيان معرفي حقيقي ويعيد له مركزيتهُ في الكون.
فالإنسان الإلهي هو الحامل لشعلة المخلص داخله بعد تخليصه لنفسه من سطوة الماضي ومسح جميع ديونه حتى آل كل الماضي إليه في لحظة الآن السرمدية ففتح له باب الأبدية وصار مثالاً ومستقبلا لمن دونه من البشر.
إن الدين بين الإله والإنسان هو عبارة عن قانون وميثاق يربط بينهما، وكل عقد بين طرفين أو أكثر يعتبر دينا وميثاقا، وحين يفشل الإنسان في سداد دينه والإيفاء بعقده فإنه يبحث عن من يبسّط له هذا العقد والدين ويساعده على مسحه، ومن هذه الحاجة والطلب وُجد العرض وهو ما نطلق عليه اسم «مشروع المسيح»، فهو مشروع يَعِد بتخليص البشرية من ديونها وماضيها فيفتح لها باب المستقبل والأبدية بعد تحريرها من عقود الماضي.
وفي مقابل مشروع المسيح والخلاص الحقيقي نجد مشروعا زائفًا وسطحيًا مبني على الترغيب والترهيب من طرف إله زائف، يعد بخلاص واهم، في العصر الحالي يبدو أن الإنسان قد فقد جزءًا كبيراً من كيانهُ المعرفي الحقيقي بسبب مروجي برمجة المصفوفة أو المعلمين المخادعين اللّذين لا يعني لهم الحق والنور شيء بالدرجة التي تهمهم مصلحتهم الشخصية أو هدف سيدهم إله المصفوفة والظلام.
هنا يمكننا أن نستدعي فكرة "موت الإنسان" التي طرحها ميشيل فوكو– وفقًا لفوكو ، الإنسان الحديث قد تم تفكيكهُ وتحويله إلى " موضوع " مرتبط بشبكة من العلاقات المعرفية التي تتحكم فيها أنظمة القوة والتكنولوجيا – الإنسان لم يعد مركز الكون كما كان في الفكر الكلاسيكي ، بل أصبح مجرد جزء من آلة أكبر ، تسيطر عليها شبكات المعرفة والسلطة. " انتهت فكرة فوكو " هذا الانفصال عن الكيان الإنساني الحقيقي يظهر بوضوح في أفراد المجتمع والجماهير على منصات التواصل الاجتماعي نتيجة اتباعهم هكذا معلمين مخادعين دجالين يريدون منكم اتباعهم كما يتبع قطيع الغنم الراعي حتى لو كان يقودهم إلى الذبح.
نحن نبحث عن الروحانية الحقيقية في هذه الضوضاء بهذه العتمة والظلام الذي نعيش بهِ ، حيث أرواحنا متعبة تتوق إلى سلامها الداخلي ، وحتى لايتم استغلال ذواتنا لمصلحة الغير أو لبرمجة المصفوفة لذلك نحن في هذه المرحلة وفي هذه الموجة بأمس الحاجة إلى هكذا نوع من العلوم والفلسفة التي تعيد لنا مركزيتنا في الكون.
وكل مشروع ناجح وماسيحاني وجب أن يخلص البشرية من ماضيها وعقودها اقتداءً بالألوهية التي تبرأت من الماضي بسبق الفيض من المستقبل ويفتح لها بابا نحو الأبد، وكذلك الأمر بالنسبة للإنسان المُخَلَّص؛ فكل إنسان أراد الخلاص وجب أن تُوفر له شروطا عادلة تسمح له بسداد دينه، وتُجمع هذه الشروط والأساسيات في أربع إرادات:- إرادة البقاء والجنس.
- إرادة التطور (البناء و النمو).
- إرادة النفس والشعور.
- إرادة الروح والملكوت.