الملائكة الساقطون والإنسان الملكوتي الصاعد، الحركات الباطنية في الترويج للسقوط

Akada Toureia
0

الملائكة الساقطون والإنسان الملكوتي الصاعد، الحركات الباطنية في الترويج للسقوط.

الأرواح الملكوتية والملائكة الساقطة:

هناك ظلام يحاول ابتلاع الجميع بمختلف الطرق ومن هذه الطرق ممارسة الضغط على الأشخاص المستيقظين حتى يستسلموا ويبيعوا أرواحهم، لأن كل مستيقظ مهما كان نوره قويا فهو لا يستطيع الحفاظ على نوره مشعا طيلة الوقت فالظلام يحاول سحبه ويكره أن يراه مشعا.

ومن هنا يمكننا التفريق بين الأرواح المنيرة الملكوتية والأرواح المظلمة (وتسمية الأرواح بالمظلمة أرواحا على سبيل التقريب فقط والأصح أنها أشباح أو كيانات مظلمة)،فالأرواح الملكوتية هي الأرواح المتصلة بالمصدر ومنه تستطيع توليد النور من جوهرها باستمرار مهما كانت الظروف المحيطة بها ومهما حاول الظلام استنزافها عكس الكيانات المظلمة؛ هذه الكيانات قد تكون بشرا أو أشباحا تتغذى على نور الآخرين لأنها مفصولة عن المصدر ولا تستطيع توليد النور من جوهرها ونقصد بالنور هنا جملة الأسماء الإلهية من نور وعلم وحكمة ورحمة...إن هؤلاء عبر عنهم منذ القدم بمصاصي الدماء، فهم يخرجون ليلا ويتجنبون الشمس ويمتصون دماء الإنسان وطاقته الفكرية والجنسية والمشاعرية...وأقرب تجسيد لهم مثالا هو النرجسي؛ فالنرجسي غير قادر على توليد الحب من داخله فيبحث عنه في الخارج ليمتصه من الآخرين ويتغذى منهم حتى يستنزفهم تماما فيسقطوا هم بدورهم في ظلامه، فالأشباح تمثيل للثقب الأسود الذي ييتلع النور فينزل في دوامة لا متناهية.

البرنامج الإلهي سبيل للصعود والارتقاء:

الأرواح الملكوتية تكون في صعود دائما ورقي نحو الأعلى في حين أن الأشباح الظلامية أو الملائكة الساقطة فهي في سقوط وسفالة مستمرة لا قرار لها أي لا قاعدة لها لتتوقف عندها، ورغم أن كلاهما من طبيعة ملكوتية إلا أن الساقطة منها غرقت في متاهة الظلام ولم تستطع الخروج فأصبحت هي ظلاما في حد ذاتها تريد سحب الآخرين ليغرقوا معها، فهؤلاء أصبحوا ملعونين واللعنة عكس الرحمة وتوحي بالقطع والانفصال، أما الأرواح الملكوتية فهي أرواح على صلة بالمصدر مرحومة وراحمة لغيرها، وفي رحمتها لغيرها وتقديسها لهم وترقيتهم تتقدس أكثر وتترقى، فإن كنت تمثل اسم الحي فباعطائك الحياة للآخرين ومساعدتهم على الحياة والارتقاء والوصول إلى القداسة ستتقدس أنت أيضا.

إن الأرواح الملكوتية في صعودها عكس الأشباح المظلمة لها عدة قرارات تستعملها للصعود كدرجات السلم فكل قرار يمنحها رقيا أعلى من سابقه وتبقى في رقي مستمر، ومصدر هذه القرارات هو البرنامج الإلهي المبثوث فيها أزليا من المصدر والذي يمكنها من خلال اتباعه الصعود في الطريق الصحيح، وإن تعارض قرارها مع البرنامج الإلهي ستسقط وتهوي لأن هذا القرار الذي اعتمدته ليس حقيقي وغير موجود في البرمجة الإلهية، فيتم امتصاصها من طرف الكيانات المظلمة التي منتهى قدرتها هو عكس البرنامج الإلهي وقلبه عن حقيقته.

ولكي تعرف أن هذا القرار الذي اتخذته وانطلقت منه أنه موافق للبرنامج الإلهي، فإنه مبدئيا يكون هدفه تحريرك من الكثرة والتكثير والعطاء بدون مقابل، فالعطاء حسب البرمجة الإلهية يستوجب حضور مقابله وإلا عوقب صاحبه لمخالفته لهذا الناموس.

 الأرواح الملكوتية قادرة على توليد النور ذاتيا لهذا لا تحتاج للآخرين حتى يمنحوها النور أو الطاقة لهذا تكون دائما معطاءة مبادرة للعطاء وتنظر الرد أيضا، عكس الأشباح المظلمة والبشر أشباهها الذين لا ييادرون أبدا لأنهم عقيمين ولا يستطعون إنتاج الطاقة من جوهرهم، فيعتمدون على مبادرات الأرواح النوارنية ويسحبون منها النور ويعكسونه إليها بشكل مشوه، إن هذه الكائنات والأشباح شأنها شأن الشيطان الذي يفتقد القدرة على توليد النور بداخله وبالتالي فهو يستهدف ويستنزف الأرواح الملكوتية، وكونه عقيما أي غير قادر على الخلق والإبداع أو إنتاج أي شيء بنفسه يجعله يشجع على الممارسات العقيمة.

أما هدف الشيطان من امتصاص النور واستنزاف الطاقات فهو الوصول إلى الربوبية أو الألوهية من خلال الارتقاء عبر الأبعاد، فالأبعاد العليا فيها طاقة ونور وذاتية وتلقائية أكثر من غيرها كلما اقتربنا من المصدر، ولأنه لا يستطيع توليد النور بنفسه واتباع قرارات البرنامج الإلهي للصعود يعتمد هو وأتبعاه من أشباح وبشر على استنزاف طاقة ونور الملكوتيين وتحوليهم إلى ثقوب سوداء تسحب من هم أعلى منها، فالشيطان لا ينظر أبدا لمن دونه بل ينظر لمن هو أعلى منهم لأنه مغرور متسلق لا يأبه لمن هو في الأسفل، فمثلا يدخل الشيطان بين المعلم وتلميذه فيستغل التلميذ ليمتص طاقة ونور معلمه ويستنزفه وينتقل الشيطان بعده ليمتص من هو أعلى منه وهكذا يستمر الأمر، عكس الأرواح الملكوتية فهم دائما ينظرون لآخر وأضعف شخص في السلسة ويحاولون مساعدته وترقيته نحو الأعلى وتحصينه لأن أضعف حلقة في السلسة هي مدخل لهذه الكيانات.

حركة العصر الجديد وتزويرهم للحقيقة:

انتشرت مؤخرا أقوال كثيرة لهؤلاء يدعون بأن الأرض انتقلت إلى بعد أعلى وفي الحقيقة الأرض فشلت في الصعود والانتقال، إن أفراد حركة العصر الجديد يستمدون علمهم ومعلوماتهم من الكيانات الساقطة والأشباح المظلمة التي تعكس كل شيء وكل الحقائق لخدمة مصالحها، فهؤلاء غير متصلين بالذات والمصدر الحقيقي وغير قادرين على التصرف بذاتية وكل شخص يفتقد للذاتية فهو مفصول عن الذات والمصدرية، وهؤلاء غير مبصرين كالأعمى الذي يعتمد على ما يسمعه من الآخرين فيتبعهم فيتم التلاعب به تارة يصيبون وتارة يخطؤون، والرؤية في هذه الحالة تعبر عن الاتصال بالمصدر فالمتصل يعلم الطريق الصحيح من غيره ولا يحتاج للآخرين ليدلوه.

لهذا بدءا من الآن ومستقبلا سيصبح الوجدان والذاتية والتصرف بحياد جريمة لا يسكت عليها واعتبرها نبوءة أو تكهنا فأي شخص يخرج عن القطيع سيدان بجرم العصيان واتخاذ الوجدان، إن أتباع الشيطان من بشر و كيانات مظلمة يزورون التاريخ والحقائق ويقدمون حلولا زائفة للبشرية تحت اسم المسيح وما هي إلا المسيخ، والمسيح ليس مرتبطا بالديانة المسيحية بل هو مفهوم ضارب في القدم قبل حتى ظهور المسيحية، وتفعليك للمسيح بداخلك هو سبيل لخلاصك، ففي حكاية الطوفان سفينة نوح هي رمزية للميركابا التي هي وسيلة لنقلنا وارتقائنا للأبعاد العليا لكن للأسف كل العلوم المرتبطة بهذا الأمر ستجدها مزيفة وإن أردت الحقيقة عليك بعكس كل ما هو منتشر ومعروض، وإن أردت فهم كل شيء عليك التدبر في هذه الأسئلة الثلاثة فإن وعيتها وأدركتها حصل الفهم:

1- هل الموت موجود حقيقة؟

2- هل الزمن الذي نعيشه فعلي أم هو زمن مفتعل؟

3- هل نحن فاقدون لذاكرتنا المتعلقة بحياتنا وأسلافنا فطرة أو أنها خضعت للمسح؟ 

قد يقول البعض أن السؤال الأهم للسائر في الرحلة الروحية هو سؤال من أنا؟ هذا السؤال حقيقة إجابته ستظهر لك فور طرحها، ولتعلم أن الإجابة عنه بسيطة ويمكننا حصرها في كونك كائن أصيل ملكوتي إلهي ومصدري نابع وفائض من المصدر دون خلق أو استنساخ أو تدخل، تدبر في كل هذا تفهم.

وقد يسأل أيضا أحدكم ويقول ما أهمية سؤال الموت ويجيب أن الموت هو موت للجسد فقط، إن هذه الإجابة هي إجابة سطحية تهدف لسد الفراغات فقط والسؤال أعمق من هذا بكثير فاسأل نفسك عن ماهية الموت هل هو فراغ؟ هل هو عدم؟ هل العدم و الفراغ موجودان واستمر بحثا في هذا الطريق، فالموت في حقيقته متعلق بالإيغو.

قلنا أن الكائنات الملكوتية متصلة بالمصدر والذات الواحدة وذاتها هي ذاته أما الملائكة الساقطون فهم رفضوا وجود المصدر بداخلهم وتكون عندهم نوع من الغرور أو الذات المزيفة والوهمية ففقدوا ذاتيتهم واصبحوا يعتمدون في كينونتهم على الخارج أو الطاقة الخارجية، هذه الذات المزيفة هي موجية متموجة وكل موجة لها بداية ونهاية ومن هنا ظهرت فكرة الولادة والموت، في الرمزية نعتبر الموت خطا مستقيما  هذا الخط يمر بنا جميعا ويمثلن كينونتنا، الخط لا بداية ولا نهاية له فهو سرمدي ومن هنا يمكنك أن تدرك حقيقة الموت.

وليس هدفي من هذا الطرح أن أملأك ولن أفعل حتى لو طلبت مني ذلك، لأن هدفي هو إفراغك وإفراغ كل الغرف بداخلك من الآخرين وارتباطاتك بهم لتدرك أنك مفصول عن المصدر وتملأ نفسك بالخارج فقط، فتتجه نحو المصدر الحق وتعيد اتصالك به.

الصحوة الروحية المروج لها حاليا معكوسة ومتجهة نحو الشيطنة بدءا من قانون الجذب وصولا إلى قانون الاستحقاق، فما هو مروج له في قانون الجذب مثلا أنك تجذب مثلك وهذا فعل شيطاني وثمرة لفكرة المثلية والترويج لها، فمنطقيا ووفق الناموس الكوني والبرمجة الإلهية فأنت تجذب عكسك فإن كنت ناقصا جذبت الكامل ليكملك وإن كنت كاملا حدث العكس، فالنرجسي مثلا لا يجذب نرجسيا أبدا بل يجذب شخصا متزنا عكسه فيستنزفه عن آخره وفي نهاية المطاف تتحول الضحية بدورها إلى شخص نرجسي وهنا من المستحيل أن ينجذب إليها النرجسي لأنه مثله، فقولهم أنك جذبت نرجسيا لأنك نرجسي ليجعلوك تعتقد أنك تجذب المثل وأنت ملعون مثله.

أما في مسألة الاستحقاق نجد دعاة الصحوة الروحية يقولون أنت تستحق الثروة مثلا ويوحون لك بطرق شيطانية للوصول إليها ويخبرونك أنك تستحق هذا والآخر لا يستحق وهذا هو لسان الشيطان، ومنه جاءت الأنانية والطبقية، إن طلب الثراء والماديات ليس بخطأ لكن الوصول إليها باتباع غواية الشيطان هو الخطأ؛ وفي الحقيقة أنت يمكنك الحصول على ما تريده، وهذه الإمكانية متاحة لك ضمن رسالتك فأنت تريد كل ما هو ضمن رسالتك ولك كل الإمكانيات للحصول عليه.



إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)