أسئِلة وأجوبة حول كيفية تلقي المعارف وعلاقتها بالآنية والتلقائية وكيفية ترجمتها إلى اللغة العادية
مرحبا أنا "سارة" لمن لا يعرفني، كما تعلمون أن كل ما يطرح في هذه المدونة هو نتاج إتصال وثيق بروح حكيمة وقديمة يقوم به "الأستاذ يزيد" في بثوث وجلسات، و إنما ما لا تعلمونه أن أغلب المقالات التي ترونها وحتى -كتاب وعي الكلمة- أنا من قمت بتحويله من الصوت (في البثوث والجلسات) إلى الكتابة، أقوم بهذا العمل منذ البداية، واليوم سنحكي لكم جانبا مخفيا من العمل الذي نقوم به:
- سارة: ما هي أفضل طريقة بالنسبة لك لتلقي المعلومات؟
- المعلم: أنا أحب السماع وأكره القراءة، وأهوى الكلام فأنا أندمج مع أرواح تتكلم لهذا يتغير نسق ومستوى وريثم الكلام في كثير من البثوث.
- سارة: هل تقوم بتحضير بثوثك مسبقا كأن تضع رؤوس أقلام أو تحدد عناوين تساعدك على ضبط تفاصيل الموضوع الذي تريد طرحه؟
- المعلم: أنا لا أحب التحضير، ما أقوله بالتلقائية أفضل من مقولة تم التخطيط لها الدهر كله، لأن الدقة العقلية هي تلقائية مع الكون التلقائي و الله الذاتي.
- سارة: ألا تستوجب الدقة العقلية التخطيط أثناء الطرح حتى تخرج في نسق متسق ومفهوم؟
- المعلم: كما قلت الدقة العقلية تلقائية مع الكون هي عقرب يدور مع باقي العقارب، لهذا لا يحتاج للدفع أو الإغراء فهو يتحرك بتلقائية كما يتحرك الكون تلقائيا، وبما أن الحكمة موجودة في الداخل تخرج للخارج بشكل تلقائي كالتنفس أو رمش الأعين أو النوم و الاستيقاظ بشكل لا يستدعي التخطيط و التردد.
- سارة: إن كانت المعارف التي تلقيها خاضعة للآنية ماذا يحدث عند توقفك عن مجاراة الآنية هل تضيع تلك المعارف؟
- المعلم: في مرحلة من المراحل طلبت شخصا يكتب كل كلمة أقولها لأنني بعد يوم سأنسى ما قلته، ولن أستطيع كتابة كتب أجمع فيها كلامي؛ لهذا يجب أن يجمع أحد كلماتي، لا يفعل شيء سوى نقل ما أقوله حرفيا فأنا لا أستطيع النظر للوراء، بمعنى أنني لا أعلم ماذا يوجد في المدونة بشكل مفصل، ولا الكتاب نسيت معظم تفصيلاته، ولم أقم بقراءته أصلا.
- سارة: هل هذا يعني أن ما تقوله بعد فترة يضيع من ذاكرتك تماما؟ عندما أحضر بثوثك المباشرة كنت تستطيع الاستدلال بالإشارة إلى ما قلته سابقا إضافة إلى تحديد أجزاء من الكتاب أو المدونة بدقة.
- المعلم: في حضور لحظة الإلقاء التلقائي، اتصل بكل التلقائيات، ما عدا ذلك يكون عقلي فارغا.
- سارة: قلت أنك تعتمد التلقائية لكن هل تختار على الأقل مواضيع البثوث المباشرة مسبقا؟
- المعلم: عندما أفتح البث المباشر لا تكون لي فكرة عن الموضوع الذي سأتكلم فيه، أحاول أن أقول عنوانا عاما لكن حقيقة أنا لا أعلم موضوع كل بث مباشر حتى أبدأ بالكلام ثم تبدأ النغمات تتشكل، لأنني أثق بأنها ستتناغم تلقائيا.
- سارة: ماذا يحدث إن فقدت تناغمك؟
- المعلم: أحيانا يحصل خلل أي يحصل انفصال فأصبح كطفل صغير تائه، اكرر و اكرر كشخص لا يعلم ماذا يقول حتى أجد التناغم مجددا.
- سارة: لماذا قد يحدث هذا الخلل والانفصال؟
- المعلم: مجاراة روح ممتلئة بالمعاني المضغوطة والمخزنة في تهافت المعلومات والمعاني في لحظة الإتصال صعب، فأنا أترجم بطريقة سريعة جدا وأنتقل للمعلومة الثانية، مثلا لو يحصل خلل صغير في ترجمة هذه الرسائل الروحية يجعلني غير قادر على تلقي المعنى التالي ومنه يجعلني تائه، وهذا كله يتعبني ويجعلني لا أريد إعادة صياغة الكلام حتى لا أرجع إلى ما قلت.
- سارة: هل هناك معارف محددة تستطيع الوصول إليها أثناء الإتصال، وماذا يحدث إن لم تستطع ترجمتها؟
- المعلم: يمكنني في لحظة الاتصال أن أتكلم عن معارف فوق مستوى الوعي البشري، إن لم يكن هناك من يستطيع ترجمتها في لغة عادية ستذهب و تتلاشى، في ذروة الاتصال يتوقف الزمن، أصبح كأنني أتكلم من بعد آخر.
- سارة: هل من الصعب القيام بترجمة المعارف إلى اللغة العادية؟
- المعلم: في الأول كانت صعبة أما الآن أصبح الأمر سهلا يمكنني أن أتكلم عن الكون في أي حالة من الحالات حتى وأنا أسبح في البحر، أو أثناء الاستحمام أو حتى وأنا نصف نائم.
- سارة: إن قولك هذا يشير أنك تجاوزت قدراتك البشرية؟
- المعلم: هذا يعني أن طبيعتني البشرية تلاشت، لا يمكنني أن أتكلم بشكل عبثي، كل شيء أقوله له معنى حتى لو لم يكن مألوفا يمكن أن يفهم لاحقا، هناك درجة أستطيع فيها حقا ايقاف زمن المستمع وهناك من شهد ذلك.
- سارة: كيف يمكنك إيقاف الزمن بالنسبة للمستمع؟
- المعلم: يعني نخرج من عالم الجزيئات نهائيا، يصبح في حضور كلي حاضن لكل الأجزاء فيختفي دور الزمن في وعي المتلقي، لأنه لم يعد بحاجة للزمن كون المعرفة الكلية آنية، الناس التي لا تفهم التلقائية تحتاج إلى الزمن كمترجم رئيسي لما يحصل في الآن.
- سارة: قلت أنك بحاجة لمن ينقل كلماتك ويدونها ألا يتطلب نقل المعاني تقاربا في الوعي بينك وبين الناقل حتى يستطيع إدراك مقصدك على تمامه؟
- المعلم: ليس تقارب الوعي و إنما قابلية الناقل للتعامل مع المادة العلمية بشكل موضوعي، فكل معرفة ذاتية تتطلب شخصا لا يدخل ذاته في ترجمة المادة العلمية، يكتفي بالموضوعية التي هي حيادية.
- سارة: لكن اللغة نفسها أحيانا قد تُحدث الخلل في الترجمة والنقل.
- المعلم: اللغة الأولية للمادة العلمية، يجب اعتبارها مقدسة، إن قال -كلمة- يجب اعتبارها جذرا أساسيا في الترجمة، يجب أن لا يتم استبدالها، وبهذا لا يحصل الخلل.
- سارة: كيف يمكنك اختيار المصطلحات الدقيقة عند ترجمة المعارف إلى اللغة العادية؟
- المعلم: لأنني انطلق من نفس المصطلحات المصدرية دوما أقوم بمحاولة اشتقاقها و لا أغير من الثنائية الأولية ( السماء و الأرض، الموت و الحياة، الأعلى و الأسفل) لذلك كل كلام أتكلم به يأخذ مجراه في الثنائيات المصدرية.
- سارة: إذًا انتقاء مصطلح بعينه يحتكم إلى الثنائيات المصدرية؟
- المعلم: البحث عن الواحد، كالبحث عن نفس النهاية التي تنتج من تفاعل الثنائيات الأصلية، نفس النغمة ونفس القانون دوما يتكرر لذلك فالإحتكام إلى الثنائية يفتح لنا الباب إلى تناغم موحد ومتكامل، مثلا نقسم الحديث بين الظاهر والباطن أو بين الأسباب والنتائج، وبهذا نستطيع برمجة كل المعلومات الصادرة في نسق موحد لا يحتمل النشاز.