العاطفة هي ميراث حيواني، بسببه يتم خداع الناس وبسببه تندلع الحروب كل هذا لأجل عاطفة إدمان لكل ماهو إيجابي، إكتسابي وتملكي ظانا منه أنها ستخلصه من جميع مصائبه الوجودية، في حين انتظار عاطفة جميلة هو المحرك الأساسي الذي يعزز التنافس و الحقد بين البشر للإنفراد بهذه العاطفة، ومنه فلا يحصل الخلاص.
يتحرك الحيوان بعاطفة بحتة إما كقطيع جماعي أو كغريزة فتك لأجل ديمومة النوع والجينات و هذا ما قصدته سابقا بالوجه المظلم للطبيعة (راجع الفيديو داخل القناة)، الطبيعة لا تبالي بأخلاقية الكائن وإنما بمجموعة صفات وخصائص يجب أن تظهر من حيث مظاهر الحياة وغيرها، الغريب هناك من يظن أنها تبالي به كنوع من النرجسية المغرورة التي غرستها الأديان في الإنسان.
في حين إيماننا بالإنسانية يقتضي التملص من خدمة أجندات طبيعية لم نكن أحرار في اختيارها، و تنقسم الأجندات الطبيعية إلى ما يلي:
كل هذا يشير إلى غياب الأنس الذي يمكن للإنسان أن يثق في بيئته، لأنه محاط بتحديات لم يساهم في تشكيلها ولا حتى اختيارها وهذا هو الراجح، أما محاولة تكوين علاقة ودية مع البيئة الطبيعة تندرج ضمن محاولته للبقاء و النجاة في ظل الظروف، ومنه فكل فعل يفعله الإنسان غير الواعي هو فعل غريزي يخدم به أجندات الطبيعية (الاستمرار، السيطرة، العبودية)، و لن يستطيع الإنسان الواعي مواجهة طبيعته البشرية ولا جسمانية كينونته المحددة، لذلك هنا يدخل دور الوعي ليقلل من منحى استغفال هذا العالم للإنسان و يعطي للإنسان حقا في اختيار شكل الحياة التي يريد.
الوعي هو محاولة إنسانية ضد تجربة طبيعية الهدف منها إما مشروع اسمه "البشري الإنسان العاقل" وإما مشروع اسمه "البشري المادة الخام لإنتاج الطاقة الواعية"، في جميع الحالات لم يتم سؤال الإنسان هل يريد المشاركة؟ لذلك يجب أن يزيد الوعي لدرجة تفوق توقعات سادة التجربة، لدرجة لا يستطيعون السيطرة على الإنسان به، في هذه الحالة مارسوا نوعا من تهيئة أسباب الانقراض الطبيعي لأن الإنسان بدأ يفكر في نفسه.
نعم، يجب أن يفكر الإنسان في نفسه فقط و في الآخر الذي ينتمي للإنسانية الحرة وفقط، أما الباقي فهم عملاء و جواسيس وأجندات تحاول إعادة الإنسان لتجربة فأر التجارب.
تم إقناع الإنسان بسلسلة من البرمجات المتتالية أنه كائن يحتاج لمن يرعى ضعفه الطبيعي، في حين تم الاعتراف في هذه البرمجات أن الذي برمج ضعفه هو الذي يريد أن يرعاه، إن هذا استغفال كبير لعقل الإنسان، لأنه لو كانوا يريدون مصلحة الإنسان لتم إعادة برمجته طبيعا على مقاومة الهرم والموت والفقر، وإنما تخليص الانسان نقولها مرة أخرى لا يخدم الهدف من هذه التجربة الذي هو استغلال قدرة الإنسان على الوعي الذاتي، ورغم هذا تجد الناس المبرمجين على الدفاع عن استمرارية هذه المأساة، بتبريرات سخيفة جدا فيها نبذ و احتصار للوعي الإنساني.
كما طرحت في الكتاب -وعي الكلمة- في صفحات عدة متتالية أن الوعي الذاتي التلقائي هو منجم الذهب و كنز الإنسان، ولا يريدون أن يلتفت الناس إلى أنه لا حاجة لبرمجة خارجية بالعكس تماما يستطيع الإنسان بوعيه الذاتي المستقل عن الطبيعة والتلقائي أن يقوم ببرمجة حياته لا أقول كما يريد تماما و إنما على الأقل في أحسن مميزات التي تسمح بها حدوده الطبيعية الجسدية، ورغم هذا أيضا يأتي الذي يريد إيقاف هذا المسعى الذي في الأساس هو لأجله، قد يكون السبب هو برمجة من الخوف التي تشل تلقائية الإنسان وعدم حاجته لتلقي الأمرية الخارجية، و قد يكونون مستفيدين من السلسلة الغذائية.