الإنسانية في مواجهة الطبيعة الحيوانية، ناقل للجينات وفأر تجارب

Akada Toureia
0

  العاطفة هي ميراث حيواني، بسببه يتم خداع الناس وبسببه تندلع الحروب كل هذا لأجل عاطفة إدمان لكل ماهو إيجابي، إكتسابي وتملكي ظانا منه أنها ستخلصه من جميع مصائبه الوجودية، في حين انتظار عاطفة جميلة هو المحرك الأساسي الذي يعزز التنافس و الحقد بين البشر للإنفراد بهذه العاطفة، ومنه فلا يحصل الخلاص.

يتحرك الحيوان بعاطفة بحتة إما كقطيع جماعي أو كغريزة فتك لأجل ديمومة النوع والجينات و هذا ما قصدته سابقا بالوجه المظلم للطبيعة (راجع الفيديو داخل القناة)، الطبيعة لا تبالي بأخلاقية الكائن وإنما بمجموعة صفات وخصائص يجب أن تظهر من حيث مظاهر الحياة وغيرها، الغريب هناك من يظن أنها تبالي به كنوع من النرجسية المغرورة التي غرستها الأديان في الإنسان.


في حين إيماننا بالإنسانية يقتضي التملص من خدمة أجندات طبيعية لم نكن أحرار في اختيارها، و تنقسم الأجندات الطبيعية إلى ما يلي:

عبور الجينات: وهذا الهدف الأولي للتكاثر، يقوم التكاثر على حفظ وتهيئة استمرار الخط الجيني، و يتم الدفاع عن الجينات بغريزة البقاء المكنونة في الجسد بالخوف وأشكال الإثارة الجنسية، التي هي نوع من الاستعباد و الارتشاء (رشوة واضحة) بحيث ان عملت بما يخدم النسق التطور الجيني ستشعر بالسعادة(التي هي انعكاس لغريزة التكاثر) وإن لم تفعل تصاب بالإكتئاب وهذا أيضا مشار إليه في الوجه المظلم للطبيعة.
صراع الحضارات: هذا انعكاس لصراع الجينات مع بعضها البعض و الهدف هو الاستمرار و الانفراد بموارد الطبيعة وهذا يفسر الحملات الاستعمارية و البحث عن الموارد، ويفسر النزالات التي كانت تجرى في القديم في حفلات التزاوج الجماعي، حيث يتقاتل الذكور للفوز بأنثى معينة والسبب هو أن الطاقة الأنثوية دوما تبحث عن الجينات الأكثر قوة ومرونة في مواجهة الظروف الطبيعية، وكذلك انطلقت حملات الغزو و الحرب في محركها الأساسي هو الدافع الجنسي التكاثري وتجد هذا في انتشار مفهوم السبي و تبريره في الأديان والثقافات.
الهيكل الهرمي: هذا النموذج حيواني هدفه بناء سلسلة غذائية تسمح بتربع أحسن الميزات الجينية (بحسب المعيار الطبيعي) على عرش السلسلة، فيتم تقسيم الطبقات و تبريرها بمختلف أنواع العبودية و التسلط لضمان عدم تمرد الأنواع الحيوانية ضعيفة الجينات ( بالمعيار الطبيعي) ومنه فلا يستطيع أضعف حيوان أن يتساوى و يحصل على نفس الحق الطبيعي، لأن الطبيعة قائمة على التمايز وتعزيز التنافسية و ترفض المساواة لأن المساواة تنهي النظام الطبيعي، تنهيه بسبب غياب دوافع النقص ومحركات البحث عن التشبع و نهب الآخر.

كل هذا يشير إلى غياب الأنس الذي يمكن للإنسان أن يثق في بيئته، لأنه محاط بتحديات لم يساهم في تشكيلها ولا حتى اختيارها وهذا هو الراجح، أما محاولة تكوين علاقة ودية مع البيئة الطبيعة تندرج ضمن محاولته للبقاء و النجاة في ظل الظروف، ومنه فكل فعل يفعله الإنسان غير الواعي هو فعل غريزي يخدم به أجندات الطبيعية (الاستمرار، السيطرة، العبودية)، و لن يستطيع الإنسان الواعي مواجهة طبيعته البشرية ولا جسمانية كينونته المحددة، لذلك هنا يدخل دور الوعي ليقلل من منحى استغفال هذا العالم للإنسان و يعطي للإنسان حقا في اختيار شكل الحياة التي يريد.

الوعي هو محاولة إنسانية ضد تجربة طبيعية الهدف منها إما مشروع اسمه "البشري الإنسان العاقل" وإما مشروع اسمه "البشري المادة الخام لإنتاج الطاقة الواعية"، في جميع الحالات لم يتم سؤال الإنسان هل يريد المشاركة؟ لذلك يجب أن يزيد الوعي لدرجة تفوق توقعات سادة التجربة، لدرجة لا يستطيعون السيطرة على الإنسان به، في هذه الحالة مارسوا نوعا من تهيئة أسباب الانقراض الطبيعي لأن الإنسان بدأ يفكر في نفسه.

نعم، يجب أن يفكر الإنسان في نفسه فقط و في الآخر الذي ينتمي للإنسانية الحرة وفقط، أما الباقي فهم عملاء و جواسيس وأجندات تحاول إعادة الإنسان لتجربة فأر التجارب.

تم إقناع الإنسان بسلسلة من البرمجات المتتالية أنه كائن يحتاج لمن يرعى ضعفه الطبيعي، في حين تم الاعتراف في هذه البرمجات أن الذي برمج ضعفه هو الذي يريد أن يرعاه، إن هذا استغفال كبير لعقل الإنسان، لأنه لو كانوا يريدون مصلحة الإنسان لتم إعادة برمجته طبيعا على مقاومة الهرم والموت والفقر، وإنما تخليص الانسان نقولها مرة أخرى لا يخدم الهدف من هذه التجربة الذي هو استغلال قدرة الإنسان على الوعي الذاتي، ورغم هذا تجد الناس المبرمجين على الدفاع عن استمرارية هذه المأساة، بتبريرات سخيفة جدا فيها نبذ و احتصار للوعي الإنساني.

كما طرحت في الكتاب -وعي الكلمة- في صفحات عدة متتالية أن الوعي الذاتي التلقائي هو منجم الذهب و كنز الإنسان، ولا يريدون أن يلتفت الناس إلى أنه لا حاجة لبرمجة خارجية بالعكس تماما يستطيع الإنسان بوعيه الذاتي المستقل عن الطبيعة والتلقائي أن يقوم ببرمجة حياته لا أقول كما يريد تماما و إنما على الأقل في أحسن مميزات التي تسمح بها حدوده الطبيعية الجسدية، ورغم هذا أيضا يأتي الذي يريد إيقاف هذا المسعى الذي في الأساس هو لأجله، قد يكون السبب هو برمجة من الخوف التي تشل تلقائية الإنسان وعدم حاجته لتلقي الأمرية الخارجية، و قد يكونون مستفيدين من السلسلة الغذائية.



إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)