وعي المسيح في القراءات اللسانية
سلام، دائما اتعجب من دقة المصطلحات كنت أتدبر قبل قليل في معنى كلمة المسيح ووجدتها شاملة الجذور اللسانية..
كلمة مسيح مكون من مسح والمسح في اللغة هو امرار اليد على الشيء الملطخ لاذهابه..ومنه ان تمحو الشيء وتزيله، أما صيغة الكلمة فهي على وزن فَعِيل وهي صيغة لمن اتصف باستمرار الحركة بصورة دائمة غير منفصلة في وقائع محددة فهي له كالطبع والصفة الدائمة لأن الياء تفيد معنى استمرارية زمانية لهذا المسيح يمسح الذنوب.
إن تعمقنا أكثر في معاني الحروف المكونة للكلمة نجد أن الميم تعني اتمام النواقص واكمالها والالمام بها (لهذا المسيح ينهي النقص والشرور بمسح الذنوب والنواقص فيصل الإنسان إلى كماله وجاءت الميم مفتوحة لتدل على أن عملية الإتمام والإكمال ممتدة في الزمكان)
السين يعني التآلف والتنسيق بين ما يسن من قوانين الإنشاء في الزمان والوجود الكوني (القوانين في السين جاءت من تركيب الحرف نفسه س.ي.ن والنون هي نون التكوين والإنشاء ( وعندك هي القوانين الكونية)، وأيضا بما أنك ألممت بالقوانين وجمعتها في نسق واحد صحيح فإنك ملكت زمام السيطرة وبسط النفوذ لهذا وعي المسيح هو الكلمة التي يستجيب لها الوعي الكوني لأنه مصدر كل القوانين).
الحاء: تعتي تعاظما للحركة والاحتواء والنمو وهنا يرجع على تعاظم حركة حرف السين أي تعاظم البسط والسيطرة وهذا التعاظم يحتاج إلى مساحة مكانية لهذا فهو يفيد التمدد والتوسيع (لهذا قلت وعي المسيح أو الوعي الجوهري يوسع الآفاق).
كلمة مسيح منها المس ويعني الإلمام بجوهر الشيء ، كما يمكن تقسيمها إلى م/ سح قلنا أن الميم تعني إلماما واتماما للجزئيات وسح في اللغة تعني الصب ومنه فوعي المسيح هو الذي اجتمعت فيه الأسماء الإلهية (جزئيات) وصارت الاسم الاعظم وتمام حركة الميم توجهت نحو سح أي صب وهذا يدل على أن ما سميته وعيه المسيح هو البعد الأول والفيض الأول لأنه كامل.
أما في ترتيبها الأصلي (تكون الحروف حمس وفق الترتيب الأبجدي وحمس جذر لغوي معناه الشدة) فحركة تعاظم الحاء للاحتواء والنمو استعانت بياء الزمان لأن التعاظم يحتاج إلى زمن أيضا حتى يتعاظم والميم أتمت هذا التعاظم من خلال اكمال نواقصه هنا وصلنا إلى كمال هذه الحركة التي جمعت كل شيء داخلها وتوجهت نحو السين الذي ألف بين جزئيات ما جمع في نسق واحد وقانون واحد لأن السين في تركيبته سن ويعني وضع قانونا وسنة أي قانون.
بين المعنى الحرفي مسح و حمس..ذكرني هذا بالفيض الأصلي والعكسي من الكل إلى الجزء ومن الجزء إلى الكل.
أنا اتبع نظام معاني الحروف وهو قائم على تحديد معنى الحرف بناء على حركته أي كونه موجة صوتية وتكوينه أي تركيب الحرف نفسه..هذه الطريقة محاكية لنشأة الكون من نظرية الانفجار العظيم وتعتمد على الصوت والحركة في آلة النطق لتحديد معنى الحرف..عكس ما هو منتشر في الدراسات اللسانية التي تعتبر الحرف وحدة صوتية خالية من المعنى.
كتب من طرف ن. سارة