التجلي الإلهي و الأسماء الإلهية
التجلي الإلهي كان بدرجات نورانية متدرجة بأسماء عدة وهذه الأسماء تعتبر أبوابه وحجبه عن مادونه، باعتبار أن تجليه الأقصى في البعد الأعلى أو عالم المثل الذي هو النور الأتم الأوحد، وهو من صنع الله فإن الأبعاد التي مادون البعد الأعلى هي من صنع الأرواح وتستلهم من نور الله و البعد الأول هو سيد الأبعاد كلها فبه قام العالم لأنه الواسطة التي بها خلق الله العالم، فهو بعد مثالي سامٍ مقدس نوراني لأنه من صنع الله وكل شيء فيه ملكوتي وغير زمني، ولا يتطلب الزمان لعدم وجود النقص وعدم الحاجة للأسباب والنتائج، هو العالم المثالي حيث تجلى الله فيه بأتم حلله وأسمائه وصفاته.
حكمة الأنية الملكوتية ومعنى الأيمان بالأسباب
كلما نقص الإيمان بالأسباب والنتائج، زاد الإيمان بالأنية الملكوتية الشخص النوراني لا تغلبه الأسباب ولا تفتنه النتائج، من فتنته النتائج أو غلبته الأسباب فهو مسجون في بعد سفلي، ولا توجد في الوجود طاقة أقرب إلى الله من طاقة العشق، فهي أقوى طاقة في هذا الوجود و العاشق لا يأبه لا بالنتائج ولا بالأسباب فهي جزء من المصفوفة الزمنية، وعند الحديث عن الترقي النوراني، نتحدث عن الأنية والتلقائية وحظور و حظرة وهي حظرة العشق التي هي أعظم الحظرات، حيث يتوقف كل شيء عندها في أجمل وأبهى حلة، كل شيء فيها سامٍ ومرتفع عن العيوب، ومقدس عن الشوائب، إنها لحظة سرمدية حيث يلتقي الأزل بالأبد، ويتساوى الماضي بالمستقبل ويتوحد الذكر بالأنثى، من هنا يبدأ الخلق، وتنبع أقوى طاقة في هذا الكون، وهي طاقة العشق.
العشق طريق السمو الروحي
العاشق لشيء يتخلى عن غروره، فهو صادق في عشقه ولا يأبه لغروره و الغرور هو ذكرياتك السابقة أو أحكامك السابقة وأمانيك المستقبلية، فهو ينقسم إلى حكم مسبق وأمنية مستقبلية و من يبحث عن السمو الروحي والاستنارة، يبحث عن العشق ففي حظرته لا يوجد ما يُفعل عن خوف أو طمع بل كل شيء يُفعل بحب، ولغة التواصل بين الملائكة هي العشق إن العاشق لا يريد الله طمعًا أو خوفًا، ولا يريد النور طمعًا أو خوفًا، بل يريد النور لذاته وهدا هو الحب الذي لا يشوبه نقص و العشق هو تناغم وتوحد كافة الأسماء الإلهية، وهو المزيج الكامل والمقدس الذي يمنح السمو الروحي الحقيقي.
السمو الروحي والعشق الحقيقي
من أراد أن تسمو روحه في فساحة النور يجب أن يفعل ذلك لذات السمو. اعتنق النور لأجل النور فقط، واحب الشيء لأجل ذاته. احب النور لأنه النور، وهذا هو العشق الحقيقي، كمثل من يفعل الخير لأجل الخير، إذا بررت أفعالك الخيرة برغبة في النعيم أو خوف من الجحيم، لن تذوق طعم النعيم أبدًا، لأنك ستكون عبدًا لما ترغب أو لما تخاف هكذا ستكون مقيدًا، والروح المقيدة لن تستطيع الوصول إلى النور.
❤️
ردحذفشكرا
حذف