بث القرين والعين الثالثة، مستويات الوجود من الجماد إلى الروح:
- مستويات الوجود من الجماد إلى الروح:
الإنسان يتكون من خمس طبقات أولها المادة الجامدة وهي المركبات و العناصر الكيماوية التي لا تحتوي على الحياة، تليها المادة الحية المتمثلة في الخلايا الحيوانية والنباتية وكل الأجهزة ما عدى الجهاز العصبي والغدد الهرمونية، وفوقها المادة الشبحية أو طبقة الخيال التي تفرز عبر الغدد أو من خلال الجهاز العصبي، ثم المادة النفسية التي هي محرك ومؤشر الدخول في اليقظة الشعورية أو الخروج منها، هذه الطبقات الأربع يتشارك فيها الإنسان والحيوان بينما ينفرد الإنسان دون غيره من الكائنات بالطبقة الخامسة وهي طبقة التجريد أو الروح.
- الفرق بين الإنسان والحيوان:
الإنسان و الحيوان يشتركان في الأربع الطبقات الأولى إلا أن الفاصل بينهما هو الطبقة الخامسة، وهي طبقة التجريد، فالحيوان لا يملك الروح التي نسميها ملكة التجريد والتذكر والتأمل، حيث تسمح لك بتذكر الماضي والتأمل في المستقبل؛ لذلك نرى أن الإنسان يتذكر منامه ولا شعوره، الشعور واللاشعور عند الحيوان مستويان على بعضهما البعض ومتداخلان فيكون الحيوان في حالة شعورية ولا شعورية في آن واحد لأنه لا يملك ملكة التجريد كي يفصل بين شعوره ولاشعوره.
الطريق من الحيوانية نحو الإنسانية يبدأ من التجسيد إلى التجريد، وأول باب وجب طرقه هو باب القرين والتحكم فيه، وبتحكمنا فيه نتحكم في لاشعورنا وأحلامنا وأشباحنا وهذا هو الهدف.
- القرين وعالم الأحلام:
تمثل الطبقة النفسية المادة الشعورية أما الطبقة الشبحية فتمثل المادة اللاشعورية ومنه نقول أن القرين هو اللاشعور؛ أي أن القرين هو انعكاس النفس الحيوانية على طبقة الخيال المتمثلة في الجهاز العصبي والهرموني.
الحلم اللاشعوري هو قرين اليقظة الشعورية لذلك فاليقظة الشعورية تنعكس على عالم الأحلام الذي عندنا هو نفسه عالم الأشباح أو عالم الجن، والقرين هو مؤشر للدخول في اللاشعور والخروج منه، كما تدخل أنت في عالم اليقظة بنفسك البشرية يدخل قرينك في عالم الخيال سواء حين النوم والحلم أو حين فقدك للشعور بالعزلة أو بأي شكل آخر.
الإنسان يمتلك القدرة على تذكر أفعال قرينه في المنام، كما يمكنه أن يتحكم في حلمه أيضا ويتحكم في قرينه بصفة عامة وهذا فرقه عن الحيوان والنبات، أما الحيوان فحالته الشعورية واللاشعورية متحدتان فهو نفسه في يقظته ونفسه في منامه متداخل عالمه مع عالم الجن ويعيش فيه.
- القرين والعين الثالثة:
ظهور العين الثالثة عند الإنسان متزامن مع نفخ الروح فيه والروح هي ملكة التجريد والتذكر والتأمل، نعود أدراجنا إلى الوراء قبل نفخ الروح في الإنسان حيث كان لا يفرق بين حالته الشعوربة وحالته اللاشعورية ومنه لا يفرق بين الماضي والمستقبل، بعد نفخ الروح فيه انتصب الإنسان إلى الأعلى فتذكر ماضيه وتأمل مستقبله، وهنا ظهرت العين الثالثة التي تعبر عن بوابة التواصل بين الإنسان وعالم الجن أو بين الإنسان والقرين، والعين الثالثة هي عين معاكسة متوجهة إلى الماضي كما ترى الماضي ينعكس ذلك على المستقبل؛ فالقرين يصيغ لك رواية شبحية خيالية لأحداثك الماضية، فهو عينك الثالثة إما أن تكون مغلوقة فتكون محتجزا في عالم الأشباح أو اللاشعور وإما أن تكون مفتوحة فتستعمل قدراته من أجلك ومن أجل تحقيق مكنتكما واستمراريتكما وغير ذلك من الأهداف الطبيعية.
- الصدمات النفسية وتدخل القرين:
الكبت النفسي بشقيه سواء الرغبات العالقة أو المخاوف المحتبسة هي محركات القرين، لأنها تندرج ضمن اللاشعور وهو ملعب القرين الذي يمثل انعكاسك الشبحي أو انعكاسك في عالم اللاشعور، والصدمة النفسية في تفسيرنا هي انحباس النفس في لحظة ماضية فتحتجز نفسك في عالم اللاشعور أو عالم الأشباح أو عالم القرين.
عندما تحتجز نفس المصدوم في عالم الأشباح يتدخل القرين أو اللاشعور عند الخروج من اليقظة الشعورية فيحتل مكان الشعور ويصبح هو المتحكم في الجسد الحي ليس من الناحية الحركة الواقعة بل من الناحية الهرمونية والعصبية التي تشكل عالما خياليا الذي هو الحلم.
عندما يتدخل اللاشعور كبديل للشعور يبدأ في قطع النفس عن المحيط الخارجي فيبني الجدران مثلا بينك وبين الناس فيتشكل حلم أو عالم مغلق يحكمه القرين، والقرين هنا من ناحية البراءة فهو بريء لأنه يحميك ولأنكما تتشاركان نفس الجسد فإن أي تهديد للجسد هو تهديد له، لهذا القرين غالبا ليس عدوا لك لكنه يمرض كما تمرض أنت وحينها قد يتسلط عليك.
- القرين المتشيطن وتحريف الحقيقة:
الإنسان بفضل طبقة التجريد يتذكر ماضيه لكن أحيانا يكون تذكره لبعض الأحداث محرفا وغير حقيقي وهذا يكون من فعل القرين المتشيطن حيث يصيغ عقدا بناءً على رؤيته الشبحية الخيالية، فيغير الأحداث ويحرف لك امتدادك بعللك الحقة ويزور تاريخك كذبا ويروي لك رواية وهمية (الوهم خارج دائرة الحقيقة بينما الخيال يكون ضمنها) عبر العقد التي ينسجها في جسدك فيصبح شيطانا ما عدى ذلك فالقرين بريء.
تتشكل هذه العقد الجسدية السلبية في أماكن مختلفة من أعضاء الجسد يعقدها القرين خفية عنك تذكيرا لك بصدماتك ومخاوفك ورغباتك العالقة وما إلى ذلك، فالقرين هو الرأي الذي لم تتخذه لذلك فهو يلومك ويذكرك بسوء ما قد صنعت عبر العقد، ويقدم لك رواية سلبية لأحداثك كم هي سيئة وأن الأفعال والقرارات التي اتخذتها كانت غير موفقة، ليجعلك تقر أنه لا ينبغي أن يكون في الظل ويجب أن يظهر وتأخذه بعين الاعتبار، أما سبب فعله هذا هو الجدال الأزلي بين الإنسان والجن حول الخلافة والظهور فكان الإنسان هو المستخلف وحقق الظهور في الواقع، وأصبح الجن خيالا وظلا غير مرئي ولم تتح له فرصة للظهور فحمل الضغينة معه، ومن يتكبر عن أمر الرب فهو شيطان يريد تدمير الإنسان.
- تمرين خلق الجسد وإزالة العقد للعودة إلى العذرية
تمرين خلق الجسد هو التمرين الأول من بين التمارين الروحية الثلاثة المطروحة في القناة (أنظر فيديو تمارين روحية قوية لصحة الجسد وتغيير القدر والوصول إلى الذاكرة الأزلية)، طاقة هذا التمرين تحاكي خلق الجسد، أما هدفه فهو إزالة العقد وتحرير الجسد من العقود المظلمة للقرين، والتسامح مع الماضي وإحلال السلام بينكما عبر إنهاء العقد والعهود التي أبرمها القرين، فهذا التمرين كفيل بإنهاء الحرب وتحقيق الرضا بينكما من خلال تكوين ميثاق عادل.
فك العقد يكون بتدخل ملكة التجريد أو الروح كقارئة لهذه العقد الجسدية فتتذكر الأحداث الماضية وهذا هو سر التذكر، ولما كانت العقد منها الوهمية أيضا فهذا التمرين هدفه تحرير الجسد من هذه العقد الكاذبة وحتى العقد الحقيقية الناتجة عن أحداث حقيقية، فيتحرر الجسد من هذه القيود والعقود والعهود ويعيش مرحلة عذرية كالعذرية الأولى التي كانت في مرحلة الطفولة.