وحدة الأسماء الإلهية
يعتقد الناس أن الاختلاف يتعارض مع مفهوم الله الواحد، وهذه الفكرة تنبع من تضارب الأسماء الإلهية في البشر مثل تضارب الواقع والخيال، أو بين العلم والجمال. ولكن في حضرة الله أو في حضرة الواحد الأحد، تكون هذه الأسماء في تناغم تام حيث تخدم بعضها البعض في توازن متكامل وللوصول إلى هذا التناغم، يجب على الإنسان أن يتجاوز صراع صفات الأسماء الإلهية ويصل إلى السلام الذي يوحدها جميعًا و في هذا السياق، يمثل الله الحالة المثالية السلمية التي تتجلى فيها كل الأسماء في وحدة صمدية، حيث تتكامل هذه الأسماء لتعزز الذات الإلهية وتعمل في انسجام تام و تناغم مطلق
الحظرة الإلهية والأسماء
الناس يريدون تعريف أنفسهم بصفة معينة، مثل الذي يعرف نفسه بالقوة فلا يسمح للجمال بالنفوذ إليه، وهكذا يطغى اسم على آخر. هذا السلوك شيطاني، فالشيطان هو المخلوق الذي طغت عليه العزة إلى درجة أنه لم يعترف بباقي الأسماء، وهذا ابتعاد عن المصدر وهو الغرور. لا يوجد شيء هو كل شيء، فالكل هو الكل، والشيء هو جزء من الكل. في حضرة الذات الإلهية، تسير كل الأسماء في فلك متناغم، حيث تخدم الذات وتعززها. وهذا هو دور الصحوة الروحية، التي تتمثل في التناغم والعدالة والاعتدال، حيث يعزز كل شيء ذات الشخص دون أن يطغى شيء على آخر، مما يؤدي إلى تسمية كل شيء باسمه الصحيح.
ذات الله في توحيد الأسماء الإلهية
من أدرك التوحيد، أدرك وجه الله الواحد الذي تتعدد أبوابه بتعدد أسمائه. على سبيل المثال، التواصل مع العليم ليس كالتواصل مع العظيم، فلكل شيء بابه الخاص، ولكن ما وراء كل باب هو الله. كل باب أو وجه يمثل تجليًا لله، وذات الله هي سر و ظهورها يكون كصيفات وأسماء في الكون. الله هو المعرف، والكون بمثابة مرآة تعكس ذات الله في شكل أسماء وصفات تليق بعظمته. رؤية الفرد للعالم تعتمد على قلبه فجميل القلب يرى العالم جميلًاوكل ما يراه في الخارج هو تعبير عن داخله ومن يرى الله فإن الله معتلي عرش قلبه قلبه.
تناغم الأسماء الإلهية و الظهور الأتم لوجه الله
كل الأسماء الإلهية متناغمة مع بعضها حيث أراد الله أن تمثل ذاته وقمت تناغمها مع بعضها البعض و وحدانيتها تمثل إرادة الله وظهوره الأتم. فكل الأوجه تمثل وجه الله الأتم حيث أنطلق منه كل شيء ويرجع إليه كل شيء. نحن من الله وإلى الله، فهذا الكون هو مسيرة من المرسل إلى المتلقى، والمرسل والمتلقي واحد ومن بلغ منتهاه فقد بلغ الوجه الواحد، وهو وجه الله.