الإنسان كنقطة تجلي للأسماء الإلهية وسبيله لمعرفة الله والنور
الإنسان يعبر عن كمال الخلقة الإلهية، وكل الاختراعات الإنسانية تعبر عنه، وهو قناة لظهور أو عبور جميع الأسماء الإلهية. كل الأسماء الإلهية تعبر من الملكوت وهو جناب الله، إلى الكون إلى الظهور عن طريق الإنسان. إما أن تكون منبع الأسماء الإلهية لتعبر خلالك الحياة أو الحكمة أو العلم...........، وإما أن تكون مجرد شيء يتحرك تجري عليه الأقدار وهو مجرد حيوان وهذا ما يروج له هؤلاء رجال الدين والحكام.
الإنسان عندما يبصر بالنور يقرر التعامل مع الله، يقرر معرفة الله، أراد المعنى ووجد المعنى، ومن أراد الظلام فقد بحث عن الفراغ. فالظلام هو فراغ في النور، ومن أراد هذا أراد غياب الله، وغياب الله متوهم. فالله لن يغيب وأسمائه دائماً حاضرة. فكل شيء عبارة عن النور، والنور منبع الأسماء، وكل الأسماء نور. وتصرفك كأن النور غير موجود هو التوهم لغياب الله، كالمجرم دائماً ينكر وجود جميع الأسماء فيه، ينكر الحياة فيه.
البحث عن المعنى والنور في الوجود الإنساني
النزعة الإنسانية هي التي أوجدت الإنسان في هذا الوجود وأخرجته من بطن العدم، لأن البحث عن المعنى هو البحث عن النور، والبحث عن النور هو البحث عن الوجود، والبحث عن الوجود هو البحث عن الكينونة. الكائن الإنساني تواق للظهور واستكشاف المعاني ويريد الوصول إلى الغاية، والإنسان فطر من أجل البحث عن المعنى، ومن أنكر فطرته دخل نفق الظلام وسار مع الظلام، ولا وجود مطلق للظلام، فكل شيء بالنسبة إلى النور، أما النور فهو مطلق، فهو أوجد كل شيء.
نحن نعيش في الآن، وأجسادنا مع مرور زمن معين تموت لأنها لم تستطع أن تجاري الآن النوراني وهو الحضور النوراني اللحظي الخالد. جسدك لا يستطيع مجاراته للأبد، يجاريه مدة ويموت. يوجد زمان داخل الكون، أما الزمن غير موجود خارج الكون، لأنه كلما ابتعدت عن الإنسان تباطأت الحركة، أي تباطأ الزمن، لهذا السبب الزمن غير موجود خارج الكون.
عمل الخير وتجسيد الإنسانية في ضوء رسالة المسيح
عمل الخير هو الصلاة الحقيقية، فالخير هو نور، وتقربك منه صلاتك. عند إنزاله على الأرض فهو يعبر عن الإنسانية. فالإنسان خلق من أجل العمل الصالح، ويكون هو الخير على هذه الأرض. إن خلاص البشرية يتمثل في حضور المسيح، فهو الشخص الذي يستطيع مسح أخطاء البشرية، مسح ذنوب البشرية.و المسيح هو درجة يصل لها المقربون في الوحي، والوصول لهذه الدرجة من الوعي يعتبر إحلال روح الله التامة وكلمة الله التامة على البشرية، فالمسيح هو كلمة الله وهو درجة يستطيع الجميع الوصول لها فلمسيح ليس شخص ينتظره الجميع ليخلصهم بل درجة يصل لها اي شخص.