الإنسان كخليفة وإرادته الحرة
لقد منح الله الإنسان روحاً وإرادة حرة، وهي التي تعبر عن قدرته على التغيير والابتكار. هذا التفرد يجعل الإنسان غير مسير بل مبرمج على اتخاذ قراراته بنفسه. الخلافة التي منحها الله للإنسان هي تمثيل للقدرة الإلهية في كل شيء، وهذه القدرة تجسد الإرادة الحرة للإنسان. الإنسان هو الذي يستطيع التفكير بشكل مستقل واتخاذ القرارات بناءً على وعيه ومعرفته.
القرين وبرمجته الحيوانية
في المقابل، نجد القرين الذي يمثل الجانب الحيواني والفلكي للإنسان. القرين مسير وليس لديه القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة، بل يتبع برمجة معينة. هذا الجانب الحيواني هو ما يحاول دائماً السيطرة على الإنسان وسلب إرادته الحرة، مما يجعله خاضعاً لمركز معين أو سيادة معينة.
حرية الإرادة والاستقلالية الذاتية بفضل البرمجة الإلهية
بفضل هذه البرمجة الإلهية، يُمنح الإنسان حرية الإرادة التي تمكنه من اختيار مساره في الحياة. هذه الحرية ليست مجرد قدرة على الاختيار بين الخيارات المتاحة، بل هي القدرة على خلق خيارات جديدة والتفكير بطرق غير مسبوقة. حرية الإرادة تعني أن الإنسان ليس مقيداً ببرمجة خارجية أو ضغوط مجتمعية، بل هو قادر على توجيه حياته وفقاً لرؤيته وأهدافه الشخصية.
البرمجة الإلهية التي تحملها الروح تمنح الإنسان استقلالية تامة عن أي سيطرة خارجية. هذا الاستقلال يُمكّن الإنسان من أن يكون سيداً لنفسه، قادراً على اتخاذ قراراته بناءً على وعيه ومعرفته الذاتية دون تدخل أو توجيه من أي سلطة خارجية. هذه السيادة الذاتية تعني أن الإنسان يتحمل مسؤولية قراراته وأفعاله.
الله كمصدر للحرية والتلقائية
الله هو مصدر التلقائية والحرية، وليس مصدر الأفعال المسيرة في هذا العالم. الله وهب الإنسان الذاتية والإرادة الحرة ليكون فعالاً فيما يريد. هذه الهبة تجعل الإنسان قادراً على التفكير والتصرف بناءً على إرادته الذاتية، مما يعزز دوره كخليفة على الأرض.
إن التفريق بين الإنسان والقرين يتجلى في الإرادة الحرة التي منحها الله للإنسان، والتي تمثل الخلافة الإلهية. الروح هي البرمجة الإلهية التي تعطي الإنسان القدرة على التغيير والابتكار. على الإنسان أن يدرك هذه الهبة ويستغلها في تحقيق ذاته واستقلاليته، بعيداً عن أي برمجة حيوانية تحاول سلب إرادته وحريته.