زيف العقل الجمعي وأثر الطبقية على الفكر الإنساني
إن حقيقة مصطلح "العقل الجمعي" خاطئة لأن العقل يرفض التجمع والاجتماع. العقل يحب العزلة والتفرد. لا يوجد عقل جمعي يسير المجتمع، فهو حر من العقول ويحترم كل أنواع التوجهات وبروز مسألة العقل الجمعي كانت بسبب نظام الطبقية حيث تطغى طبقة على طبقة، ورسموا أربابًا للعقول وعبدوهم. خاصة أن هذا العقل الجمعي مخالف للفطرة. العقل معروف بحريته، ولولا الحرية العقلية لما كان لكل فرد عقل خاص به، أفكار خاصة به، وجهة خاصة به، فلا يعبد عقلًا آخر.
هؤلاء المفتون أو رجال الدين في جميع الديانات تجدهم صناعة سلطوية من قبل الحكام. هؤلاء الحكام الذين أوجدوا رجال الدين من أجل السيطرة على الشعوب، من أجل إحياء نظام الطبقية، والأفكار شيطانية، وخاصة فكرة نظام الطبقية مأخوذة من النظام الحيواني لأن هؤلاء الناس ماديون ظلاميون جدًا ويقتدون بالحيوانات، ولا يعلمون أن قيمة الإنسان الحقيقة أسمى من أي نظام.هذه القوى الظلامية التي تحب الكثرة وتتعامل مع الإنسان كأنه حيوان، يقارنون الإنسان بالحيوان عن طريق الجنس مع الحيوان وتقديس الحيوان في رموزهم. الغرض من هذا كله هو التقليل من قيمة الإنسان، لأنهم لايؤمنون بالفرد. أما الفكر التنويري قائم على إزالة جميع الأنظمة الفاسدة قائم على الحرية والعدالة و هدا هو خلاص الجميع.
استغلال الدين لتبرير الحكم وتعزيز الطبقية
كل حاكم كان ينتهج الدين من أجل تبرير الحكم. مثلًا في الدولة العباسية التي كانت تنتهج الخطبة كوسيلة لمباركة الحكم وتبريره، وكان كل حاكم يظن أنه الله أو خليفة الله في هذه الأرض. نرى هذا حاليًا حيث أصبح كل حاكم يجب أن يُدعى له، ويدعون أن كل من اعترض على الحاكم اعترض على الإرادة الإلهية. هؤلاء الحكام الذين روجوا لنظام الطبقية وكبروا تلك الفجوة بين الطبقات من أجل السيطرة على العوام الذين يظنون أن هذا النظام الاجتماعي قد أوحى به الرب ووضعه هنا وعين ذلك الحاكم خليفته. ولكن الرب لم ولن يشرع العبودية للآخر، وحتى إن أوحى لن يرضى بعبودية شخص لشخص آخر. هؤلاء العوام يظنون أن هذا هو الدين، أن طاعة هذا هي طاعة الله، و أصحاب السلطة و رجال الدين الذي يروجون لنظام الطبقية يقولون إن العدالة ليست هي المساواة، وهذا خطأ، كانت هده الفكرة من أجل رفع الحاكم للأعلى ووضع الفقير والضعيف في الأسفل، ولكن من اراد تطبيق العدالة فقد بحث عن المساواة ، لأن الاستواء من التعديل من الاعتدال.لا توجد علاقة بين شريعة الله وبين الفقر الذي يعاني منه الفقراء. فل تعلموا أن هؤلاء رجال الدين إن قالوا إن الله سيعوضكم في الآخرة لم تكن كلماتهم تلك إلا من أجل تبرير الحكم، من أجل تعزيز الطبقية، من أجل بقاء الفقراء فقراء. هم يضعون طوق العبودية في رداء حب واحترام شريعة الله للعوام الذين لم يكونوا سوى بياذق في أيديهم.
دور الإنسان في بناء حضارة السلام والعدالة ومعرفة الله
إن الكائن الإنساني الذي استخلفه الله في هذه الأرض كان من أجل بناء حضارة الإنسانية في هذه الأرض التي هي ملكوت الرب على الأرض، هي حضارة السلام والمساواة والعدالة. لن يوجد تفاوت ولن توجد طبقية في هذه الحضارة، ولا توجد الفروقات التي تبرر الشر . فإن الطبقية من الاختلاف، والاختلاف من الخلاف، والخلاف من الشر والتفاوت، وهذا ليس بطريق للسلام