الأعراف و رمزية الصفر و رحلة الثنائيات

G.M HERMES
0

بين كل شيء هناك الاعراف

الأعراف هو المكان الذي بين الجنة والنار بين الحياة والموت، وبينهما يوجد القانون أو الناموس وهذا الناموس يحتوي على جميع المعادلات أو الاحتمالات التي تكون مسجلة بين أن تكون وأن لا تكون، و هو الذي يعبر بشيء من حياته إلى موته، أي أن معادلة الشيء تنقله من أسبابه إلى نتائجه بحيث أن الأسباب ماضية وغير ظاهرة إلى النتائج المستقبلية الظاهرة، كجذور الشجرة غير ظاهرة في التربة بينما الثمار أو النتيجة ظاهرة للعيان، وكل احتمال يتحدد في آنه وهذه رمزية لفكرة التلقائية التي هي أعظم فكرة في الكون وتعتبر هي السرعة الآنية في هذا الكون، و وجود التلقائية ينفي وجود الإله خارج الكون، حيث أن وجودها يعطي للوجود أزليته، وإذا كانت اللحظة هي التي تسير كل شيء، فإنها ليست ثابتة بل متحركة معك إذًا، اللحظة هي التي تسير لحظتها فأنت لم تكن في الماضي أو في المستقبل فاللحظة هي التي تولد نفسها، وأنت تظن أنها ولدت شيئًا آخر، لكنها في الحقيقة لم تولد إلا نفسها و تناغم هذا التلقائي في هذا الكون هو تناغم مطلق، حيث يتولد من نفسه إلى نفسه. فهل أنت منفصل عن نفسك في المستقبل؟ هذه الأسئلة لن تحصل على إجابتها إلا من خلال البحث بين الحياة والموت، بين الماضي والمستقبل

الطقوس الروحية والاقتراب من الموت

جل الطقوس أو التمارين الروحية التي خاضها البشر منذ قديم الزمان قائمة على الاقتراب من الموت. والفرق بين الطقوس هو فقط العناصر القريبة من الموت. وكل هذه الطقوس تهدف إلى الانتقال بين الحياة والموت، والروحانية تسعى إلى تقريب الإنسان من الموت وكل علوم ما وراء الطبيعة أصلها أو محركها الأول هو الموت. والهدف من الاقتراب من الموت في التجارب الروحية هو الخروج من الثنائية التي اشتقت من ثنائية الموت والحياة واقتراب الإنسان من الموت يعني موتاً على قيد الحياة.

الوهم وثنائية الحياة والموت

الوهم هو تطرف طرف على شيء آخر، حيث تطغى الحياة على الموت، حيث يرفض الحي الموت تماماً، وهذا تطرف شيطاني. وعندما يرى الإنسان الحياة فقط، تفقد الحياة معناها، حيث معنى الحياة يكمن في الموت، وهو الذي يعطيها المعنى. أي أن التطرف في الحياة هو التطرف في اللامعنى. واقتراب الإنسان من الموت لا يعني موته ولا يعني أن الموت أفضل من الحياة، ولكن بهذا يذهب الإنسان إلى الأعراف التي تتوسط كل شيء وتحوي كل شيء. ووعي الأعراف أو وعي المنتصف هو اللحظة الراهنة، هو قمة الاتصال بالآن.

العالم من نقطة الصفر

لا يوجد بداية للكون، ونحن نسبح في الأزلية والأبدية، والمصدر الحقيقي هو الآن، وهو الصفر الذي هو محور التناظر. والحياة التي نعيشها الآن هي معالم فقط تبدأ من الصفر. وأنت كجسد ثلاثي الأبعاد تتحرك في معلم ثلاثي الأبعاد، وحركتك داخل ذلك المعلم هي الزمن، أي البعد الرابع. وكل النقاط في ذلك المعلم تقاس بقربها أو بعدها عن الصفر، واقترابك من الصفر يغيب بها تعريفك تصبح غير معرف مجهول، ومنه يخرج الإنسان من الزمن بالنسبة للروح، اما التجسيد من الغير الإمكان الخروج من الزمن فالتجسيد خاضع للزمن 

نقطة الصفر و الإتصال بالشفافية

وجود المجهول هو الذي يحدد المحدد، واللامحدد المجهول هو الذي يحتوي على المحدد أو المعلوم، ويعتبر الصفر المجهول الفطري الذي يحتوي  كل الأبعاد. ووصولك إلى الصفر هو الاتصال بالمعلم ككل، وهو الوصول إلى اللامحدود التام، أي احتواء المعرفة التامة، وهي الاتصال بالشفافية، وهي عدم التماس مع المكنونات أو الموجودات ونقطة الصفر هي أفضل نقطة للمراقبة، ووعي المراقبة هو في الصفر وهو في الحياد.

تضمين فيديو يوتيوب متجاوب

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)