شاكرا البطن ومعضلة الأمن الغذائي وانعكاساتها على الفرد و المجتمع
إن الأفراد الذين يعانون من مشاكل في السيطرة على الغرائز المتعلقة بالبطن والإكتفاء الذاتي تجدهم في سعي دائم لاستهلاك الآخرين واستنفاذهم، لا يعترفون بالواجبات ويقدسون حقوقهم فقط، يعيشون كالطفيليين حيث يتغذون على الآخر في أخذ مستمر ولا يقدمون في المقابل شيء، وفي رغبتهم هذه يميلون لإلغاء الآخر وعدم الاعتراف به حيث يرون أنه مجرد وسيلة لتحقيق حاجياتهم فقط وفي هذا تطرف ملحوظ.
هؤلاء الأفراد الذين يعانون من مشكلة في هذا المحرك اللاواعي، هم بالتأكيد لم يتخلصوا من معضلة الغريزة الجنسية لأن هذا الطمع الذي يظهرونه هو تجلي لرغبتهم التواقة للجنس والتي لا يستطيعون التعامل معها بوعي، فظاهريا يتعاملون على أنهم تجاوزوها أما داخليا فنظرتهم المتطرفة للجنس هي محركهم نحو استهلاك الآخر ثم الطعن في وجوده كإنسان، والذي تجده يستهلك فقط دون إنتاج فاعلم أنه تحت تأثير العقد الجنسية ولو أظهر عكس ذلك.
كما تظهر علامات هذه المحركات اللاوعية على الفرد فهي تتجلى أيضا في المجتمع ككل، فتجده مجتمع فاقد للأمن أو السلام الغذائي والاقتصادي، حيث يركز على الاستهلاك باستمرار ولا يقدم أي إنتاج أو خدمات من شأنها أن تفيد الآخر، كما تجده مركزا فقط على الحاضر في غياب تام للتخطيط المستقبلي والعمل على مخططات التنمية المستدامة حتى يستطيع أن يكون مجتمع فعال منتج غير مستهلك، ورغم استفادته واستخدامه لإنتاجات وفيض المجتمعات الأخرى تجده في طعن وتحقير دائم لهم حتى يغطي نقصه وعدم كفاءته في الحياة، فتجدهم مثلا يشهرون بمقولة قوم كفار لهم الدنيا ولنا الآخرة، هربا من الحقيقة متحججين بالجزاء الديني في الآخرة.
شاكرا القلب ومعضلة العواطف والمشاعر وتحكمها في قرارات الفرد والمجتمع
تدخل العاطفة والمشاعر في المحركات اللاواعية للإنسان، وعندما تطغى عليه يصبح الفرد متطرفا في أحكامه وقراراته؛ حيث تكون هذه القرارات بعيدة عن الأسباب الحقيقة بل محتكمة لحالة عاطفية مشاعرية غير واعية، وبالتالي تنتج عنها نتائج غير واعية، لأنها صادرة عن نظرة ذاتية متطرفة بعيدة كل البعد عن الموضوعية والوعي، وتجعل من هذا الشخص منغلق الفكر غير متقبل لأي رأي آخر أو نظرة جديدة للأمور، كما يكون في سعي دائم لمحاربة الآخرين ومحاولة اخضاعهم لآرائه وقرارته التي يرتبط بها دون وعي أو فهم وإدراك لها أو لمصدرها وفعاليتها في حياته، إن الذين يعانون من هذه المشكلة تجدهم غالبا لم يتجاوزوا محركات اللاوعي التي أسفل منها والمتعلقة بالجنس والبطن لأنها متصلة ببعضها فتطرفه المشاعري الذي جعله لاواعيا لأحكامه وتصرفاته هو نتاج لعقد ممتدة من المحركات اللاوعية الأخرى.
وكذلك حال المجتمعات المنغلقة على نفسها التي لم تتجاوز معضلة الجنس والبطن، فيمتد هذا الإنغلاق ليشمل رفض الآخر في مختلف المجالات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية...لأن الوعي الجمعي الذي تكون من مشاعر وأسباب لاواعية يمنعهم من تقبل الآخر في تمسك قوي منهم برأيهم ومعتقداتهم التي قد تكون بعيدة تماما عن الحقيقة والواقع وإنما هي نتاج نزعة عاطفية غير مبررة لتقديس المعتقد.
شكرا على طرح الموضوع ارجو ان تتكلم عن الاكل الصحي الذي يقربنا من الروح وشكرا
ردحذف