الوعي بين الفرد و المجتمع

G.M HERMES
0

الوعي واللاوعي بين الفرد والمجتمع

يعاني الإنسان منذ القدم إلى الآن وفي مختلف الحضارات من نفس المشكلات، حيث تتمثل مشكلة الفرد الأساسية في الصراع الدائم بين متطلبات لاوعيه وضوابط وعيه التي تدعوه للرقي والتطهر بحثا عن الخلاص، ونقصد باللاوعي كل فعل لا يحتاج إلى وعي إنساني مرتفع للقيام به، من ذلك التنفس والأكل والشرب والجنس والمشاعر، ونسمي هذه الحاجيات وغيرها بالمحركات اللاواعية وهي نفسها التي نتشاركها مع الحيوانات، وفي قراءة سيميائية للجسد نمثل للوعي بما فوق العنق واللاوعي ما تحته وكل منهما يحتوي على ثلاثة محركات أساسية متقابلة، وكل هذه المحركات اللاواعية والواعية متكاملة متصلة مع بعضها غير منفصلة و أي خلل في أحدها ينعكس على باقيها.

محركات الوعي

أما محركات الوعي فتبدأ من النطق و العقل والقلب والروح، حيث العقل أداة للتجريد والتقشير للوصول إلى لب الشيء ويقابله في الأسفل الجنس، فإن كان الجنس رغبة في الالتحام فالعقل رغبة في الانفصال انفصال عن الغرائز ليحررك وينزهك عن الأمور التي تمنعك من التطور، والقلب عمله البحث عن الطيبات وتوجيهك نحوها، بينما الروح هي تمثل آلية للتوازن والتناغم بين الجيد والخبيث، بين ما تفعل وما لا تفعل، بين الأمر والنهي فهي المعيار ( أنظر دورة الدخول لدار السلام).

الفرد و المجتمع

ولما كان الفرد جزءا لا يتجزأ من المجتمع الذي ينتمي إليه، بحيث يعرف المجتمع على أنه مجموعة من الأفراد تتحقق فيهم بعض الشروط التي تجمعهم وتربط بينهم كالأرض واللغة... فإن مشكلاته هي نفسها مشكلات المجتمع، وإن كان الفرد يستطيع الوصول إلى الخلاص بالتنوير والرفعة فكذلك الأمر بالنسبة للمجتمع.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)