المحركات اللاواعية في المجتمع
شاكرا الجذر والجنس وتأثيرها على الفرد والمجتمع
كان سعي المجتمعات دائما هو الرقي بالوعي الإنساني والوصول إلى الخلاص والتنوير، و أول معيق يواجهونه هو الغريزة الجنسية التي تحكم باقي الغرائز ضمن دائرة اللاوعي، ومن تمظهرات سيطرة المحركات اللاواعية في المجتمعات انغلاق عام في المجتمع ونظمه، وطاقة الانغلاق يقابلها غياب طاقة الإنفراج التي تمثلها الأنثى بسبب قمعها والحد من دورها، لهذا يمكننا اتخاذ مظاهر اضطهاد الأنثى والتضييق عليها في مجتمع ما كمعيار لانغلاقه.
إن المحرك اللاوعي في هكذا مجتمعات هو الغريزة الجنسية ومشاكل في التعامل معها، وتعتبر الأنثى هنا محفزا لهذا المحرك، فيتم وضع نظم وقوانين هدفها حجب المرأة ومواراتها عن الأنظار كإجراء وقائي للسيطرة على طغيان الغريزة الجنسية في المجتمع، وهذا ما نجده في الحضارات السابقة والتي مازال تأثيرها ممتدا إلى الآن ، حيث دعت إلى تغطية المرأة وابقائها في البيت إخفاءً وابعادا لها عن الحياة الاجتماعية بدعوى الحفاظ على المجتمع ورقيه، وفي ذلك إلغاء تام لوجودها الإنساني الواعي حيث ينظر لها كجسد فقط، فتقبلوا الجسد لما فيه من منافع لهم ورفضوها ككائن واعي له عقل وقلب وروح تمنحها الحرية والارادة الواعية التي تمكنها من ممارسة دورها في الحياة.
الانغلاق الجنسي وتأثيره على المجتمع
كل انغلاق جنسي يؤدي إلى تشوه في الرغبات الجنسية، لهذا أدت الحلول المتطرفة والبعيدة عن الدعوة للتوافق والتناغم بين القطبين الذكر والأنثى للسيطرة والتعامل مع الغريزة الجنسية إلى اختلال في النظام المجتمعي و ظهور نتائج عكسية، فأصبح هناك انغلاق جعل المجتمع عبدا لتقاليده وأعرافه فلا يقبل كل فكر من خارج دائرته ويقدس موروثه بشكل أعمى ولو كان مضرا له.
كما أن الانغلاق على الطرف الآخر ورفضه في محاولة للتستر على حاجته إليه أدى إلى سعي دائم لاواعي للوصول إليه، وهذا أنتج ظاهرة العهر ونقصد بالعهر هنا تنفيذ الرغبات الجنسية خارج أطر المجتمع لأن هكذا مجتمع ظاهره وباطنه متعاكسان.
كما تظهر معضلة أخرى من نفس النوع وهي الكبت الجنسي، الذي يؤدي إلى أفعال هدفها إلغاء الآخر وطمسه وجوديا، وهذا فعل إجرامي غير سوي، وتشير الدراسات إلى أن أغلب الأفعال الإجرامية هي نتاج لتشوه في الغريزة الجنسية، فعدم فهم المجرمين لآليات عملها وكيفية التعامل معها حبسهم في وعي جد متخفض حتى ففقدوا السيطرة الواعية على أنفسهم، وظهر اللاوعي كمتحكم بديل ، فصاروا بذلك في مرتبة الحيوانية التي يسيرها اللاوعي، ويظهر غياب وعيهم في تصرفاتهم على شكل عنف أوسادية أو رفض للآخر...وكل فرد لديه مشكل في غريزة الجنس يحاول أن يلغي الآخر ، وهناك أنماط نفسية كثيرة غير سوية مرتبطة بالاضطرابات الجنسية.