المسيح روح الإله و كلمته الخالدة حتى ينتهي العالم، ولن ينتهي العالم حتى تنزل كلمة الله على البشرية، ليرقيهم إلى دار الإنسانية، المسيح درجة يصل لها المقربون في الوحي، حتى يصير وجودهم عبارة عن وحي، و الوحي يا أعزائي هو التعبير الجميل المكتمل عن أسرار علياء الإله، من صار هو التعبير الناطق عن الكمال الإلهي فقد صار مسيحا، يمسح ذنوب البشرية و يدخل الباحثين عن الله إلى مساحة أبدية حيث تكمن بدائع الرحموت و الجبروت، أما أنا فعهدي عهد إدريس، لا أعلم إلا ما علمني الأعلى، حيث أن إدريس هو مقام يصله الإنسان عندما يصل إلى علم السين، وهو علم السماء و السمو و الرفعة، فبعلم إدريس تقوم قيامتك وترى السماء كأنك من سكانها.
فيا أيها الإنسان قد حانت لحظة الحقيقة، و احسب من الآن بضع سنين، و سترى العجائب تحدث على أرضكم، و سيصطفى من يصطفى و يهوي ما سوى ذلك إلى النسيان، يا أيتها النفس التي تسمعني الآن عودي إلى الروح، إلى المسيح، إلى بنوة الله، حيث تتبناكم رحمة الإله الجليل، لقد كتب في اللوح الاعلى انه من نظر لله نظر الله له، ومن أراد أن يسمع الله كان الله في سمعه، ومن أراد أن يبصر الله كان الله سره الذي في داخله، يا أيها السامع اصغ فقد كتب أيضا أنه من وهب نفسه لله بث الله نفسه العزيزة فيه، فكل شيء تتركه من هويتك تحل محله هوية الله، و من سار الى الروح صار روحا من تلك الروح، سيروا و روحوا وروحوا عن نفوسكم المشتاقة إلى النعيم الأبدي الذي سيفتح لقلوبكم المخلصة للمسيح المخلص.