الأنثى♀️ بين الإنس و الجن

G.M HERMES
2

القرينة الأنثوية:

طبقة الخيال عند الأنثى مرتفعة جدا و السبب راجع إلى فعالية الهرمونات التي تبث في جسمها أثناء الدورة الشهرية و أثناء الحمل و الولادة ( راجع مقال عالم الجن و بذور النجوم) معناه أن الشبحية عندها تمتاز بسهولة التأثر بما وراء الحواس أي كما قلنا في المقال السابق المذكور بطاقة النجوم و الكواكب و القمر، و القمر محفز خصب لقرين الأنثى، وهي في حاجة ماسة لتدفق هذه الهرمونات لأن دورها الكوني في الحفاظ على البويضات و الحمل و الولادة و الرضاعة، يتطلب فقدان الحس بالمؤثرات الخارجية وهذه من حكمة الله في خلقه، فلو أنها رغم ما تتحمله من انقباضات الحمل و الولادة و لا يوجد طبقة للخيال ضخمة و خصبة لما استطاعت تأدية هذه الدور الكوني ( قلنا في بثوث سابقة: الجن معناه الشيء المستتر المغطى الذي بين شيئين بمعنى فجوة و التخلل، ومنه باعتبارنا طبقة الشبحية و الخيال هي بذاتها عالم الجن فالشيء الذي يحجب نفس الأنثى عن المادة الحية هي طبقة الشبحية ( رغم أنها موجودة عند الذكر أيضا ولكنها ليست بالخصوبة الموجودة عند الانثى)، فالخيال يتخلل نفس و جسد الأنثى كثيرا، ولا حرج في ذلك عند علم الحكمة من ذلك، الدورة الشهرية تسير مع الشهر القمري و هذا أكبر برهان على وجود علاقة وطيدة بين طاقة القمر و طاقة القرينة الأنثوية.

على سبيل التدقيق اللغوي: الجن و الجنين يشتركون في نفس الجذر اللغوي، حيث أن الجنين تصغير للجن، و سمي كذلك لأنه بين أحشاء الأنثى يتكون في فجوة تسمى الرحم، مثلا نقول إذا جن علينا الليل أي غطانا و سترنا، و ركزوا جيدا مع موضوع التغطية و الستر لأننا سنعود اليه لاحقا.

لكي تفهموا المعنى وجب أن تنزعوا المعتقدات البالية عن الجن، و تكونوا جاهزين لتوسيع الآفاق، فالجنين في داخل الأنثى يتأثر أيضا بحركة الأفلاك في السماء لأنه يقضي 9 أشهر ( في العموم) في فجوة الأنثى أي في شبحيتها، من عجائب القرينة الأنثوية ( الصالحة بالطبع) أنها تراعي الجنين لأنها تعد أمه، حتى اذا خرج من عنق الرحم الى مخرج الفرج و تمت رؤيتهم و ظهوره يبدأ الجدال الأزلي بين الانس و الجان ( راجع الأشباح في عالم الليل تمتص الارادة الالهية)، فالجنين يتحول عند ملامسته و ظهوره في عالم الحس إلى صغير الإنس فقبل ذلك كان صغير الجن ( جنين).

وهذه الأية من سورة الأنعام في تدبر عميق :( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128))

الاستكثار من الانس وظيفة الجن، فالقرينة الأنثوية ترعى الأجنة حتى تخرج الى عالم الحس، ربنا استمتع بعضنا  ببعض، أي اتخذت القرينة الأنثوية طريق الجنس غير المثمر و أصبحت المرأة متاع ومتعة و الرجل متاع متعة.

﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[ النحل: 78] الجنين لم يكن يسمع ولا يبصر و لا فؤاد له ( الفؤاد مجمع الحواس) يعني لا توجد له أدوات الحس لأنه في عالم الجن، وهذه مفاجئة و تأويل لأصحاب التناسخ ( تذكر الحيوات السابقة) لن أخوض فيها حتى يأذن لي ربي.

﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ﴾[ النجم: 32] الأرض: الأصل الطيني و بطون الأمهات: الأصل الجنيني.

بوابة التواصل بين عالم الحس و عالم الجن.

(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) ) آل عمران.

قلنا أن الأفلاك في السماء من النجوم و الكواكب و القمر هي بوابات للتواصل بين عالم الأشباح ( الظلال ) و عالم الإنس ( عالم المشهودات) ( راجع مقال عالم الجن و بذور النجوم).

الأنثى كقطب في عالم الحس تمثل بوابة الجن، لأنها تمتلك القرينة الأنثوية المكلفة بصيانة الأجنة في بطون الأمهات، يعني تمثل الأم الشبحية الجنية، و كما أن طاقة الأنوثة طاقة استقبال و ليس ارسال فكذلك البوابة، فحتى جسد الأنثى فارقها على الذكر أنه يخفي جميع أعضائه التناسلية ( الصدر ليس عضو تكاثري انما ما بعد التكاثر و هو بارز لأنه مرسل وليس مستقبل و يقدم و لا يأخذ)، فكل شيء مستور ( المبيضين و الرحم و حتى شكل الفرج الأعذر عبارة عن شكل ورد مغلق)، عكس الذكر كل شيء بارز ( القضيب و الخصيتين)، و في هذا مبحث جدير بالاهتمام لأنه عالم الجن مستور  ومغطى كما شرحت في الاعلى، و الفرج بمثابة البوابة لطاقة التكوين الأنثوية و كذلك بوابة للقرينة الأنثوية و كذلك بوابة نهايتها في الاخراج جنين يتحول حين خروجه تماما من الفرج الى صغير الانس، لكي أبسط الأمر فالحيوان المنوي حين دخوله الى البويضة يبدأ الجنين مسيرته في أشهر ثم حين العودة على نفس البوابة يتم ظهور الانسي و اختفاء الجني.

عالم الأنثى كله ستر وهي كتلة من الهرمونات و مفعمة بالخيال و خصبة الحدس ( الإحساس باللاشعور الضامر = قوة خارج نطاق الحواس).

و القرينة الأنثوية أقوى من القرين الذكر.

و الساحرة الأنثى أقوى من الساحر، هذا يقين لدي فيه من البراهين الكثير.

وكل ساحر ذكر ان كان قويا فعنده قرينة أنثى معه، وذلك المعتقد أن في عالم الجن الأنثى هي السيدة الأقوى هو صحيح جدا.

محل الأنثى في الصراعات بين الانس و الجن و الجدال الأزلي بين الحق و الباطل:

خلصنا منذ قليل الى القول بأن الأنثى مقر الاتصال بين عالم الجن و عالم الانس، لأنها مستقر ( ثُمَّ جَعَلۡنَٰهُ نُطۡفَةٗ فِي قَرَارٖ مَّكِينٖ) المؤمنون (13) ( أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ (20) فَجَعَلۡنَٰهُ فِي قَرَارٖ مَّكِينٍ (21) إِلَىٰ قَدَرٖ مَّعۡلُومٖ (22) فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ) المرسلات (23)، هذا المستقر هو الأساس في عملية الالتقاء بين الانسان و القرين سواء كان ذكرا او أنثى، ففيه تتحدث خريطة الانسان الفلكية التي تحدد صفات القرين و فيه تحدد صفاته الحسية.

و الأنثى تحتل الدور الفصل في الصراع الأزلي بين الحق و الوهم ( الارادة الالهية و العبث الابليسي) لأن الأمر ينكشف في الأنثى التي تتحرر من سترها و غطائها و تحب ظهور فتنتها في عالم الحس، معناه أن القرينة الأنثوية تحولت الى قرينة متشيطنة تريد الظهور و الاستخلاف ( ارجع الى مقال الأشباح في عالم الليل تمتص الارادة الالهية)، القرينة الأنثوية التي تبتعد عن الانجاب و ترفض الاستقبال و تحاول الارسال ماذا سترسل سوى الوهم، وهذا الوهم هو كل ما يريده الشيطان من العبث.

إن أكثر شيء يكره إبليس هو الستر وخاصة ان كان لشيء يمكنه أن يقلب الموازين، كيف يمكن للقرينة الأنثوية أن تقلب الموازين؟ أن تسيطر على جسد الأنثى فلا تنجب و إذا أنجبت تورث الى الطفل قرينا متشيطن، ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)) سورة الاسراء فيصبح الشيطان شريكا في الأولاد و تستمر الحكاية حتى يطغى الوهم و لا تصبح الأنثى أنثى و لا الذكر ذكر ( موضوع الذكر آت وهو العكس تماما في خطط إبليس، فالذكر الذي لا يرسل و يريد أن يستقبل ماذا سيستقبل سوى الوهم).

الستر و اللباس في مكافحة سحر الدجال:

نعود الى قصة آدم في سورة الاعراف (وَيَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ (19) فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ لِيُبۡدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِيَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَٰتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ (21) فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ (22) ثم يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ (26) يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ (27)).

في هذه الايات اشارات الى نزع اللباس و أنها أساس وقوع آدم في وهم الخلود و الخطيئة، حيث أن اللباس في معناه و رمزيته يستر المستور و يحافظ على الطاقة و استثمارها في تكوين الارادة الالهية، و التعري مدعاة الى صرف الطاقة عبثيا وهذا نراه في الإباحية كحالة قصوى من الوقوع في فقاعات الشهوات العارمة و الأوهام كأن الانسان خالد.

اللباس المادي يستر الطاقة لأن كل هم ابليس هو الطاقة ليفككها و يصرفها عبثا، ليفسد في الأرض و يعم العبث، لذلك نزع عن الأنثى لباسها المادي و أوحى الى دعاته كي ينصحوها بممارسة الطقوس عارية في الاستحمام بدعوى زيادة الطاقة الانثوية و ان في هذا لدعوى صريحة كي تصبح فريسة للمس و التلبس من طرف المتربصين.

الحقيقة أن طاقة الانثى خلاقة خيالية و طاقة الذكر حسية ملموسة، فالأنثى كفطرة أصلية تتأثر بالسمع أكثر و الذكر فطرة أصلية يتأثر بالبصر، فأصبحت الانثى تقدس الملموس المحسوس و الذكر يقدس الخيال و الحدس، فتلبست الأنثى باحثة عن السطوة في الارض و تلبس الرجل باحثا عن ظل يأويه.

أما اللباس المعنوي الذي هو التقوى فهو حفاظ لطاقة النفس من الاهتلاك و الصرف في دوامات المشاعر العبثية و التعلقات المرضية، و اتقاء شر الخطيئة.

إرسال تعليق

2تعليقات

إرسال تعليق