و كان عرشه على الماء

عرش الله على الماء

 منذ أن عرفت أن عرش الله على الماء صعقت و ذهلت. جميع العلوم الهرمسية رغم تعقيدها الشديد، تشهد بآية يمر عليها المسلمون يوميا. 

في الهرمسية "العرش" هو الشمس أو النواة الأولى أو النور الواحد. و الماء هو العلم أو الذاكرة الأزلية أو الآكاشا، قبل خلق الكون كانت النواة الأولى في الذاكرة الأزلية، ثم حصل الافتراق و بدأت تجاربنا

إنشطار الذرات على سطح الشمس أقوى مثال و برهان

{ إن الله فالق الحب و النوى يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى توفكون } سورة الأنعام الآية 95 

الحمض النووي هو العرش

ألم تتسائل يوما لماذا يسمى العرش بالعرش؟ عرش الدولة، عرش السلطان... العرش هو الأساس وهو القانون. ففي تصريفاته كلمة يعرش و يعرشون أي يبنون و يؤسسون و يشرّعون. كما أن الشرع و العرش وجهان لعملة واحدة. 

يعني عرشه على الماء أي قانونه، و شريعته مكتوبة في اللوح المحفوظ الذي هو الذاكرة الأزلية أو سجلات الآكاشا. و معناه الرحمان على العرش استوى أي أن القانون مبني على الثنائية. 

{ قال يأيها الملؤا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين } سورة النمل الآية 38. 

هناك من لا زال يعتقد أن العرش هو البلاط في حين أن العرش هو النظم و القوانين و الأعراف و التقاليد و الأسس، قال نكِّروا لها عرشها، فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو.

سليمان كسلطان للدولة يستقبل بلقيس التي هي رئيسة دولة أخرى، قام سليمان بتنكير عرشها، اي استنسخه و استقبلها بعاداتها و تقاليدها، وكان بذلك دليلا على إحاطة سليمان بحبال المعرفة و القيادة. 

{ ورفع أبويه على العرش و خروا له سجدا } سورة يوسف الآية 100.

و أيضا مازال هناك من يظن أن العرش هو البلاط، هو أنه في بداية القصة في تأويل يعقوب رؤيا يوسف يقول له { وكذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث و يتم نعمته عليك و على ءال يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل ابراهيم و اسحاق إن ربك عليم حكيم } سورة يوسف الآية 6.

رفع أبويه على العرش أي غير دستور الدولة و قوانينها للتوافق مع ملة إبراهيم و إسحاق. 

{ و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } سورة الحاقة الآية 17.

و أيضا مازال هناك من يظن أن العرش هو البلاط و أن الرب مجسم يجلس على عرش مجسم ويحمله الملائكة لأن له وزن.

لن أخوض في هذا كثيرا لكن الرقم ثمانية يدل على تغيير قوانين الكون إلى الشكل الثماني حيث أن ثمانية أساسات سيشكلون عرش. 

العرش هو النظام أين ما ذكر في اللغة او الكتاب، وبه يحكم السلطان 

مثلا، السلالات نقول عنها عرشا ونقول على نظام الدولة عرش، و كل حكم أو حاكم فهو صاحب عرش، وكل شيء مترابط و متراص له عرش واحد و أصل واحد، وتدبر أنت في الباقي. 

{الرحمن على العرش استوى} سورة طه الآية 5.

الرحمان هو الصلة الجامعة التي توحد و تقطع، مشتق من رحم وهو الصلة بين كيانين أو أكثر، الرحمان هما يدا الله، و الاستواء هو الاعتدال في العطاء و المنع، و العرش هو النظام، أي أنه أعطى و منع بنظام و قانون و شرع، و اعتدل الخلق باستواء الخالق على هذا النظام، و قبل الخلق لم يكن اسمه الرحمان فلم يكن معه من يعطيه و يمنعه، كان كنزا مخفيا فأراد أن يُعرف، أي أنه كان متجلي في الشكل النووي كالبذرة ثم أراد أن يُعرف في الشكل الكوني فتجلى في شجرة الكون. 

عندما ظهرت في بادئ الأمر قائلا أن الله تجلى في الأزل ربا وتجلى في الأبد إلها، اذ أن الله في تجليه النووي إله (تجلي البذرة) فأراد أن يُعرف فتجلى بربوبيته في الأزل فخلق شجرة الكون وجعل من هذه الشجرة معلما لأسمائه كي يعرفوا ألوهيته.

هذا ما أحاول قوله من سنتين، كان كنزا مخفيا في الأبدية واحدا لا شريك له و لازال كما هو عليه فخلق ملايير الاحتمالات الماضية ليعرف الانسان به و يجعله يقطع الصراط المستقيم إليه، و قلنا أن الله سبق ماضيه بأن أوجده و هو مستوي على المستقبل. 

شجرة الكون مملوءة بالحكم، وفيها تميزت أسماء الله الحسنى، و الكون تجلي له، أما هو قدوس في الأبدية لا تتواصل معه إلا بالإيمان و الصالحات، فأي شجرة إذا سارت في الطريق الصحيح ستؤتي ثمارها و ثمارها تحمل البذرة التي هي صلاتك بالشكل النووي، إذا آمنت بأصلك أي ربك و عملت صالحا لتصل إلى إلهك سالما من حطام هذه الدنيا.