الماء يحمل أسماء الله الحسنى إذا قرأت عليه، لأنه يعبر عن النفس الصافية التي تحفظ الأمانة، فإذا قلت له يا علي أتاك بفيض العلي، و إذا قلت يا منعم قابلك بذو الإكرام.
و سر هذا:
√ الإيمان بما تطلب.
√ و حقيقة ذلك حسن الظن ممن تطلب.
√ و توفيق ذلك الإخلاص في ما تطلب.
لماذا الماء يحفظ الأسماء الحسنى؟
لأنه ذاكرة الله، إذا كنتم تتذكرون قولنا بأن الماء يرمز إلى الذاكرة الأزلية أو سجلات الآكاشا أو اللوح المحفوظ، كما أن عرش الله على الماء بقوله في سورة هود الآية (7) {وكان عرشه على الماء} فسرناه بالنواة في الذاكرة، لذلك فلكي تتطهر بالماء وجب عليك تفعيل النيات و النية هناك عنصر أساسي في إيقاظ ذاكرة الماء، لأنها نواة الفعل الذي تود تحقيقه، و إنوي الإسم الإلهي.
كيف تنويه بالطريقة الصحيحة؟
تدبر فيه حتى الوصول إلى نواته أي جوهره و لا تتوقف عند القشور حتى تدرك جوهر الإسم المراد، فإذا حققت هذا تلفظه على الماء.
النية مهمة جدا في الوصول إلى سر الماء، فملامسة جوهر الأسماء الحسنى يجعل من الماء يأخد مسار الإسم المراد.
كيف تدرك جوهر الإسم؟
تدبر في تجليات الإسم المراد في الكون، فإذا بحثت عن العليم تجده في أفعاله في الخلق، و إذا بحثت عن الرزاق تجده في كيفية وصول الرزق من السماء إلى الخلق حيث { في السماء رزقكم و ما توعدون } سورة الذاريات الآية (22) { و الله يرزق من يشاء بغير حساب } سورة النور الآية (38)، و كذلك مع بقية الأسماء الحسنى.
الماء يأخد أي مسار ترسمه له، لذلك فإن وضع الكتابة بالماء أيضا لها فعالية لأسماء الله الحسنى بشرط أن يكون مداد الكتابة فيه حياة كرحيق الورد أو ماء الأشجار، الماء قلب أينما وضع يحفظ قالبه.
و كل سائل تستعمله أنت تستعمل طاقته أيضا، فماء النبات ليس كدم الحيوان، دم الحيوان يحمل نواة الحيوانية و ذاكرتها، و الجن يسري في عروق الدماء، و الجن كما قلنا سابقا هو محرك الخيال لذلك كن حذرا في التعامل مع السوائل. أنا أختار لكم ماء الورد أفضل، فهو خال من تخيلات الجن.
الكتابة أو القراءة هي تقييد أو رسم لمسار معين، و أسماء الله الحسنى لها صوت و لها رسم يتجلى في الماء، لذلك لا تستعمل المواد الصناعية لأنها فقدت روحانيتها من كثرة التكرير و التصنيع، حل بها العبث. استعمل ماء الطبيعة و أشجارها و لا تكتب على الورق بل على الخشب (الحطب) لأنه يحن إلى الماء الذي غادره.
الإسم الإلهي ثمرة و قشورها تجلياته و لبها بذوره، قلنا إدرك نواة الإسم و حققها في النية و جسدها باستعمالك للماء، فستوقظ ذاكرة الماء و تحصل على المراد.
ماء الثمار صالح للقراءة و الكتابة، لأنه يعبر عن ذاكرة الثمرة، الماء يستجيب للنيات.
إنتهى.