يا عزيز احفظني من كل التباس كي لا أكون مع إبليس مرهونا ويارحيم صلني بلب الإمداد كي لا أحتاج غرور الناقصين ويا حق قد انطويت في قلب العبيد فصار العبد بالحق حرا، وياقدوس منك صدر الأمر كله و إليك يسعى الخلق كله، وانا بين ذلك لاأعلم إلا أنك الأعلى المتفرد بالقداسة العظمى، فارحمني وقدسني وانتشلني من ضيق حياتي إلى فساحة إطلاقك عند بابك الطاهر حيث تقدم القاربين تسبيحا لاسمك الأعظم وحيث يتضرع للخلاص تمجيدا لنورك الأوحد، ياإلهي تخليت عن نفسي فهي لك وتمسكت بقداستك وهي لك ايضا، إلهي إكتفيت ورضيت وتبرأت واستسلمت فخلص نفسي إليك حيث لاشيء سواك، إلهي لا تكرر محنتي إن كان بابك سيفتح لي ولا تجدد اختباري ما دامت سماؤك ستحفى بي، إلهي اكتفيت ورضيت وقد أذهبت الطمع والجشع عن فؤادي وابتعدت عن الغرور فلا تتخلى عني و لا تتركني في أسفل السافلين مقرونا مع الملعون، إلهي يا قدوس العالمين ويا فاطر السماوات والأرض، أسألك الرفعة والتنوير والخلاص وليكن جزائي كما تريد أنت فأنت لا تريد سوى الخير ولا تتركه لي فإن رغبتي ضالة وحكمتي قاصرة فأظلم نفسي، إلهي أخرجني من نفسي إلى نفسك ومن جزائي إلى جزائك ومن حياتي إلى قداستك وأجعلني معك ولو أفقدتني أناي و هويتي، المهم عندي ألا أفارقك فقد علمت السر وفهمت الغرض وتبت عن الشك وأطمأن قلبي ليقين وجودك غير المكون، وثقت فيك بعد أن علمت ان الأنهار كلها تصعد إليك وهي نازلت إلينا بعد ان علمت ان الحركة واهمة بعد أن علمت ان الجميع ماتوا إلا انت ياقدوس ياقدوس ياقدوس، قد فارقناك لكي نكون ونحن متأسفون عن ذلك ونزلنا من جنات فساحة نورك لكي نرغب ونحن حزنون على ذلك يا تاج الوجود والعدم، لم نكن نعلم ان الوجود وجودك والكون كونك والكمال كمالك، فرغبنا أن نوجد و نكون ولم نعلم اننا كنا كاملين عندك، تب علينا تلك التوبة التي ترفعنا رفعة واحدة الى ملكوت وحدانيتك فلا ذنب لنا سوى اننا قلنا أننا والأنا أناك والطريق طريقك و الأصل أصلك والمآل مآلك وأنت أنت وأنت تاج الوحدانية و قدوس الفردانية ولا أحد في المقابل أحد مثلك يشابهك أو يضاهيك.