تعزيز النفس وادعاء الألوهية طلبا للخلود وزخرف الحياة
هؤلاء الذين يعززون أناهم ويمجدونها ويجعلونها من أنا الله، يريدون الحياة الدنيا خلودا وما هم بخالدين، لهذا يدعون للتناسخ والاستمرار في الوجود وهما وإلهاما من شيطان، فهم ينفرون من الموت ولا يرجون لقاء ربهم وهم عن آياته غافلون ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ لِقَاۤءَنَا وَرَضُوا۟ بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَٱطۡمَأَنُّوا۟ بِهَا وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِنَا غَـٰفِلُونَ﴾ [يونس 7]، يظنون أنهم متصلون بالذات الإلهية وهم متصلون بقرين متمرد متأله يعبدون الجن وما يدركون، يزين لهم الحياة وزخرفها ليبعدهم عن الحق، يقول تعالى ﴿وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (37) حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)﴾ [الزخرف 33-39]، وبهذا جعلوا من الحياة ومتاعها معيارا للحق وإن أنت في حالة روحية جيدة أم سيئة، فكلما عززت أناك بالزخرف فأنت في نظرهم مكتمل متصل بالذات الإلهية، حتى قولهم وفعلهم مملوء بالزخارف بسبب ضلالهم الشديد حيث انه كل من لجأ لزخرف فهو ضال و استعمالهم لزخرف كان تمويها لعدم مساسهم للحق وجوهره،في قوله تعالى﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ ﴿١١٢ الأنعام﴾ وبسبب ذلك الزخرف ذهبت أبصارهم و زال الحق منهم وألبسوا الباطل لباس الحق ولكنهم ليسوا سوى في متاهات من الضلال المبين.