﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [ البقرة: 260]
النبي إبراهيم في هذا المقام سأل ربه بأن يريه كيف يحيي الموتى، و قد ذهب بعض المفسرين إلى تفاسير بعيدة عن المعنى العظيم فقالوا أن ابراهيم ذبح الطيور و قسمهم الى اجزاء، أي أنه أماتهم بعد أن كانوا أحياء، و النبي إبراهيم سأل ربه عن الإحياء الأول الذي ذكر في سورة البقرة الآية(28) {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} و لم يسأله عن الإحياء الثاني { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } [سورة البقرة: 28] فالنبي إبراهيم مؤمن بأن الله هو الذي يحيي و يميت و لكن ليطمئن قلبه سأله عن كيفية الإحياء الأول.
﴿ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ ﴾ [ آل عمران: 49] فالنبي عيسى خلق من الطين كهيئة الطير ثم نفخ فيه فكان طيرا، و الطين قبل النفخ هو ميت، و الطين و الجبل هما سواء، إذ أن الجبل جماد ميت. و هنا نقول أن الإحياء لا يكون إلا عند إلتقاء أو اجتماع الجبل و الطير، فالجبل هو الجسد و الطير هو الروح، ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ﴾﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ [ سورة الحجر: 28-29].
فعندما جمع النبي إبراهيم الطير مع الجبال فإنه بهذا جمع الأرواح بالأجساد، { ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا } أي تحرك الجبال بالسعي و الحياة بفيض الارواح وليس كما زعم المفسرون.
و توجد رؤية لأحد قال: "أني رأيت نفسي أصعد جبلا شاهقا باحثا عن شيء افتقده و في القمة وجدتك انت، وبعد اللقاء افترقنا نزولا كانك اختفيت في زحمة النازلين من الاعلى".
تأويل هذه الرؤيا أن قمة الجبل مركز لقاء الأجساد بالأرواح و موسى مر على الوادي {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) } سورة النازعات، حتى وصل الى قمة الجبل حيث اللقاء {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)} سورة مريم.
إذ ينبع النبع من اعالي الجبال ليصب في البحار و قلنا ان البحر هو النون.(مقال علاقة النون بالقلم)و ابن نوح قال سآوي الى جبل يعصمني حيث أنه وثق في الماديات كي تعصمه من الطوفان.. الذي هو عقاب لكل الزواحف السامة.
﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ [ سورة النمل: 16]