كيف يسمى الغصن الذي نقطعه من الشجرة و نغرسه في الارض؟
يسمى القلم، كما أنه يسمى مسمى اخر وهو المفاجئة الذي لم اذكره لحد الان وهو العقل، لذاك فالقلم هو العقل الأول، ولم اذكر هذا حتى تستوي الامور جميعها. و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ((1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} سورة العلق، لذلك فهناك وجهان: العقل الاول او القلم الاول كتب العلم الأزلي و قلمنا يكتب العلم الحضوري، فعقلك يكتب العناوين الفرعية ضمن العنوان الرئيسي الذي خطه العقل الاول.
كيف تسمى المناطق بين الغصن الأكبر و الغصن الأصغر؟
تسمى تلك المفاصل (المناطق) في الغصن الرئيسي التي تتفرع منها الثانويات بالعقد، و تسمى أيضا العقلة، يعني العقلة هي التي تنشئ المسار الفرعي و هذا مصداق قولنا ان العقل هو من يرسم المسار. و العقلة او العقدة تنشئ المسار بالماء.
العقدة الاولى للكون منها انطلق المسار الطبيعي الذي تكلمت عنه في الدورة ونحن نقول عقل و عقد و قلم و ما الى ذلك
لكن كل عقد هو بين شيئين، فالعقد دوما بين الشيء الكبير و الشيء الصغير. يوجد العقد الاجتماعي للفيلسوف جاك روسو يطرح فيه عهود بين الحكام و العامة، و هناك عقد كوني بين الله و العباد لذلك فالقلم كتب الأقدار التي توصل العبد الى الله...
يعني أن كل عقد او سمه عهدا خطه القلم الاول هو بين العباد و الله وهي بذاتها الأسماء، يعني العقل يوصل الجاهل الى العليم و الفقير الى الغني.
العقل عقد و علاقة بين الفرع و الرأس، فيه عهود أزلية بإيصال الماء لكل الخلائق و الماء هنا هو الذي احيى كل شيء و هو كمال الاسماء بمعنى القداسة، لأن القداسة هي تنزيه عن العيب و العلل و الفرع اذا تركه العقل وقع في العيب و ذبل و مات، لذلك فالماء ينحدر من كمال الحياة و القداسة الى العباد كي لا يقعو في العيب و الخطأ و الأمراض و الشرور كي لا يذبلو و يموتوا، وهذا هو العهد.
و كل عيب هو افتقار الى الماء، لأن جوهر ( نواة) كل شيء كامل و مظهر كل شيء يتطلب الماء كي يكتمل و يتقدس عن العيوب، وهذا عهد بين الجوهر و المظهر. فأينما وليت وجهك تجد هذا العقد، بين الابن و أبيه و بين الحاكم و المحكوم و بين الله و العبد. و نصحية جانبية دعوا عندكم وحي ابليس -أنت في هذه الحياة عبد ولست شيئا اخر- لأنك في احوجاج مستمر لماء الله النازل من سماء الحق و من سماء الارض ايضا، فأنت الصغير في حضور الكبير المتعال.
نعود من جديد الى قوله في سورة هود الآية (7) {وكان عرشه على الماء}، ففي كل مرة تفهم فهم اعمق، اي كان الجوهر على القداسة... وهذا اخر وعي وصلت له، اي اخبرنا العزيز انه لم يكن شيء بل كان هو جوهرا متقدس وفقط.. في القدم وهو حاله في الأبد.