رسالة العزة و الغفران

G.M HERMES
0

 ضع جسدك على الأرض قبل أن توضع جبرا، و اسدل على مداخل إبليس إليك قفلا، فالجسد لا يطيق حضور الله، والنفس ورقة من شجرة الإله، و اسجد و لامس الأرض تمسسك السماء، و إستمع لصمت الأرض تحدثك السماء، و أبصر ظلام الأرض ترى نور السماء، و اهمم بجسدك على الأرض ترتفع نفسك محلقة مع الأرواح، يبدلك الله نفسا عزيزة بعدما كانت أسيرة، أنت نفس من نفس القدوس إن رافقت الروح عدت الى جنات الكمال حيث أنفاسك تقدس جمال الله، اذا صمتت أنفاسك فتلك هي نفس الله، و إذا تركت جسدك ساجدا على الأرض حولت نفسك الى رَوْح و ريحان، اسجد و نقترب تدخل حضرة الفاني أمام باب الباقي، أما تعبت يا أخي من الجري وراء الملذات فكل لذة تدفع ثمنها عصارة الآلام، أما يئست يا أختي من سقطات الإبتعاد و شطحات الاغتراب في أوحال الافتتان و الإغترار، عد إلى القرب ساجدا ذلك المحل الذي تذهب فيه جميع الآهات، و أترك كل شيء تأخد كل شيء، لا تتجرد الا أمام الله فوحده الذي يكسيك لباس السلام، من هوى شيئا هويت أسفل منه فصار ربك ومعبودك وآسرك وجلادك ولن تناله فكل شيء فان، و قم للقدوس بالعشق يهديك في كل نفس تأخذه كل شيء، هذا هو الخلاص، هذا هو البيان، لأجل هذا نطق الصمت بالرسالات، قم للقدوس و انته عن الرغبة و الفظِ الألم، تجد نفسك خالصة لله، أخلص و صف و طيب نفسك لله يرفعك بعز و يجعل ذكرك مشهودا في السماوات، { ان ذكرني عبدي في مجلس، ذكرته في مجلس أحسن منه}، { أهل ذكري أهل محبتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي}، توسل بالذكر يوصلك الى نعيم ليس بعده شقاء، تذكر نفس الله حين استماعك للصمت، ذلك الاصغاء لب الأدب و جوهر الإحترام، أصغ و أذكر و خلص نفسك من الأوهام، واسجد و اقترب و كن من المحسنين، وقل:{ يا من بيده الملك تباركت بمغفرتك و عزتك خلقت الموت و الحياة لتبلونا عنك، لترى من هو أحسن عملا، اجعل آخر أنفاسي على بابك و أنزل علي روحك و أسبغ علي نعمتك، و اكسني بأفعالك و لا تذرني لأفعالي }.



إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)