{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) سورة البقرة.
ما هي هذه الأسماء التي علمها الله لآدم؟
الملائكة لاحظوا الأنماط السابقة المملوءة بالفساد، ويقصدون عالم الحيوانات الذي كان يسيطر عليه عالم الجن، بسبب ان الحيوانات تمتلك طبقة الخيال، ولكن آدم علمه الله من بين ملايير المسارات، علمه كيف يجد المسارات التي توصله الى الغاية الالهية. و الغاية الالهية مذكورة في قوله {ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك}، يعني تقديس المعنى بالماء، يعني الوصول الى درجة من الطهارة بحيث تختفي العيوب نهائيا.
يعني أن الملائكة خلقت مقدسة و الانسان خلق ناقص و ضعيف و الانسان هو فقط من يحقق الغاية، يعني يتطهر و يتنزه و يترفع و يرتقي ليصل الى طورهم.
الملائكة خلقت كاملة لا عيب فيها فيدفعها للعصيان، لأن العيب و النقص هم سبب العصيان و الكمال و القداسة عند الوصول لهما لا عيب و لا عصيان وتوحد ارادة مع الارادة الالهية و هذه هي الغاية من كل هذا.
الملائكة خلقوا كاملين مقدسين فلم يعرفوا كيف ينتقلون من الخطيئة الى الصواب، لم يعرفوا ما هو التواب، و لم يعرفوا ما هو الرزاق، و لم يعرفوا كيف تنتقل من الجهل الى العلم لانهم عالمين بالفطرة، الملائكة كيانات متجلية من قداسة الله.