ملاحظة: هناك بث صوتي أسفل المقالة
الهوية و مصفوفة المجتمع
عدم قيامك بدورك في المجتمع هو خروج عن نظام المجتمع، لأن الفرد ( لاعتباره جزءا من المجتمع ) يعتمد على غيره في تكوين ماهيته، حيث أن المعلم يكون معلمًا لأنه يعلم و يقدم علوما للآخر، حيث أن عمله وماهيته كانت التعليم وهو بدون التعليم ليس معلمًا."
الخروج من المصفوفة: بين الطموح والهلاك
بعض الناس الذين يقولون: "أخرج من المصفوفة لكي تنتقل إلى أبعاد أخرى" قولهم هذا ليس سوى كلام فارغ، لأن الخروج عن المصفوفة هو ذهاب إلى المجهول، حيث أنه لا يعرف أين هو و إلى أين يذهب فلا يعرف سوى المجهول وبهذه الطريقة يلقي نفسه إلى الهلاك، لأن المجهول هو هلاك و فناء.
بكل بساطة، الخروج عن المصفوفة يمثل الخروج عن ماهيتك، و الخروج عن ضبطيتك هو الطريق نحو الفناء، و سوف تزول، لأن كل شيء قائم في هذا الكون مضبوط على ماهية معينة وكل ما هو غير مضبوط بالضرورة هو غير موجود
لاتوجد حياة بدون المصفوفة
إن الإنسان بدون كونه، كورقة بدون الشجرة، (الورقة تمثل الإنسان و الشجرة تمثل المصفوفة الكونية) لن تحيا إلا بشجرة، فمن لا يريد جسده و لا يريد هويته و لا يريد نفسه فهو لا يريد أن يحيا، وليس هذا منطلق الوعي.
وأيضاً، من يبحث عن ماهيته بدون أن يقوم بأفعال لن يحصل على أي شيء، فكما قلت: ما كان المعلم معلمًا دون تعليمه وما كان الطبيب طبيبًا دون ممارسة الطب.
الفرد بين الفشل الأجتماعي و الهوية المفقودة
الضعيف في المجتمع ينعزل عن الجماعة ليس لحكمته و وعيه بل لضعفه، لأنه فاشل وعاجز فينسحب و يلجأ إلى عزلته ويتخذ من الوهم هوية، ويقول : "أنه كل شيء، وهذا الوجود ليس سوى لاشيء".